معلقة القارة العجوز

أول مرة ركبت فيها الطيارة كانت من مطار طرابلس الدولي إلى مطار أمستردام، ومنها بطائرة أخرى إلى أبردين . كان عمري حْداش، وفي حمّام مطار أمستردام صعقت لما رأيت الرجال يبولون في عبوات خارج دورات المياه . خرجت من الحمّام أرتجف وحكيت لأبي عما رأيت . نهرني لتأخرنا عن موعد الطائرة الثانية . حين عدت لأمستردام، بعد عشر سنوات، وكنت وحدي هذه المرة، دخلت الى حمّام ذكرني بذلك الذي دخلته في المطار لما كنت صغيرا، تطلب الأمر مقدار شخة ووقفة أمام المرآة حتى عادت إليّ ذكرى حمّام أمستردام، وادراكي أنه في الواقع نفس هذا الذي أقف فيه الأن . غريب هو هذا الشعور، أقصد شعور العودة لمكان يقبع جيدا في ذاكرتك، ولكنه يبدو دوما كأنه حلم، ذكرى مُضبضبة، والأغرب هو أن تكون لك هذه الذكرى في هذه البلاد الغريبة، ولو لم تتسع الا لحمّام بمرحاضين وثلاث عبوات للتبوّل . الصورة الأولى التي أتذكرها لأوروبا كانت من نافذة الطابق الرابع في فندق لم أسأل يوما عن اسمه وسط أبردين؛ في شارع