المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٠

الحياة على سرير آخر

  ١ يخطر لي أن أعيش على سرير آخر. أراقب المثلث الأخضر عبر زجاج الشباك والبيوت التي تحيط به، أفعل نفس الأمر تقريبًا كل يوم منذ ثلاثة سنوات. يخطر لي أن أعيش على سرير آخر كل يوم تقريبًا منذ ثلاثة سنوات. ٢ المثلث الأخضر خارج الشبّاك على حاله منذ أول يوم سكنت فيه هذا البيت. أتخيّله سوق خُضرة أو ميدان رئيسي في قرية خارج الزمن، وأستمتع بفكرة أنه كومونة يسكنها ما تبقى من البشر على هذا الكوكب، ولما أشطح في عقلي أكثر أتخيّل حربًا نشبت بين سكان حينا والآخر المجاور له؛ هم أيضًا من بقايا البشر، وتقول الأسطورة أن الحيّين كانا واحدًا أيام زمان، لكن حين نشبت النزاعات – ولم أتخيّل أسبابها،اذ أن هذا من طبيعة الأمور – انقسم الحي وصارت الحرب. يفصل بين الحيّين مساحة خضراء شاسعة، أو نصف شاسعة، أو أقل قليلاً من شاسعة، أثناء المشي كل مساء والوقوف في تلك المساحة الخضراء، أقف تحديدًا عند خط النار. ٣ ثمّة اختلاف كبير بين الحي الذي أسكنه والآخر المجاور له. هذا مثلاً معظم بيوته، ان لم تكن كلها، حديثة، ومنشرحة قليلاً – هل منشرحة هي المصطلح الأنسب؟ – لا، ليست منشرحة، بل واسعة، ولون طوبها فاتح، ولها ثلاث طوابق، وأغلب