دون العنوان
حرارة جسمي ترتفع وتنزل. لا صداع، لا حمّى، لا شيء سوى قلب منقبض، وربما اندفاع نحو حفرة تؤدي لدهاليز بدورها تأخذني للاّشي. أدور حول نفسي ثلاث مرات، ثمّ أخبط رأسي عند كل زاوية، في غرفة لا يوجد بها الاّ الفراش، ومكدّسة عند حيطانها الأربعة بالكتب والكراريس. ماذا يحدث وراء الستار يا ترى؟ في المطبخ أفتح باب الثلاجة وأغلقها، وأدور مجددًا حول نفسي ثلاث مرات، وفي الدورة الرابعة أفكّر في العودة إلى الغرفة، لكنّي أغيّر رأيي، والحيطان تنكمش، وهنذا مجددًا في الغرفة، أدور حول نفسي ثلاث مرات، وأخبطُ رأسي عند كل زاوية. سأولّع سيجارة. أبحث عن كتاب بين أكداس الكتب. أبتعد عن تلك القصيرة منها، وأفتحُ ٢٦٦٦ ، واقرأ من الصفحة التي توقفت عندها في أخر مرة، ويالا المصادفة؛ الصفحة ٦٦٦. ثمّ أعيد وأغلق الكتاب، وأدورُ مجدّدًا حول نفسي. مرة واحدة لا ثلاثة. تطالعني أشباح تحومُ حول نفسها، فأضحك، وأجلس، هنا، على هذا الكرسي، أمام هذه الطاولة. منذ متى في هذه الغرفة كرسي وطاولة؟ آه، نسيت، منذ البارحة. على أي حال، لم يسبق لي أن جلست للكتابة على هذه الطاولة. اقول لنفسي – أو أبوح لهذه الورقة الأخيرة في هذا الدفتر –