المدينة العائمة

ذات يوم، اختفت المدينة . لا ادري متى حدث ذلك بالضبط . ربما كنت اغسل الصحون يومها، او ربما حدث ذلك ذات صباح تحت الدوش البارد، او لعل المدينة اختفت في إحدى رحلات الآسِد الصيف الماضي . لا ادري، وكل ما اعرفه الان، انني ذات مرة شعرت بأن المدينة اختفت، ولم أعِر الأمر اي اهتمام . لكن بعد ذلك بفترة، صار اختفاء المدينة واقعاً مرعباً . صار كابوسا وبؤرة سوداء تطفو حولي اينما رحلت وحطيت . حدث ذلك في اواخر الخريف او اوئل الشتاء الماضي، حين عقدت العزم على تربيع ساقي والعودة إلى كتابة مسودة رواية عن المدينة توقفت عند فصلها الرابع عندما حدثت الـ 2011. حين حضرت يومها للكتابة - واتذكر انه كان يوما ملبدا بغيوم لها اشكال مضحكة - حملت مخطوط الفصول الاولى وبدأت في قراءته لأدرك على الفور بأن المدينة اختفت، تلاشت، او ربما غطاها الشعر الكثيف على رأسي . في بادئ الامر لم افهم ما حدث . كنت متأكدا أن المدينة هنا في رأسي، وكل ما احتاجه لاسترجاعها هو الدوش البارد، لكني حين عدت للكتابة بعد الدوش، وجدت ذاكرتي مبتلة، وحين تبخر الماء على رأسي وجسدي، ادركت بأن المدينة قد تبخرت ايضا . * لم يستوعب الروائي في دا