المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

ارجوان: حدث ذلك في ربيع العام 1994

صورة
تصعدُ أرجوان عادةً سطح العمارة مع جدتها التي تتبادل الكلام والتحيات مع جدتي فوق سطح العمارة المقابلة، نقفُ الاثنين عندَ سور السطح ونتبادل الابتسامات. أمسكُ حجرة صغيرة وأرميها اتجاهها. تقومُ هي بذات الشي. نصنعُ الطائرات الورقية ونطلقها في السماء ومراقبتها وهي تنزلُ إلى الشارع مخترعًا في الوقت ذاته لها تعليقات حول كابتن الطائرة التي قاربت على الوقوع. تغطسُ أرجوان في ضحك طويل. كلّ ذلكَ كانَ مسلّيًا.. حتى عندما استعرضتُ أمامها طريقتي في الانحناء من على السقف كانَ مسلّيًا. ذاتَ يوم استعرضتُ أمامها طريقتي في مسك يداي بحاشية السور واطلاق قدماي إلى الأعلى بحيثُ يتّزن نصفا جسدي على ذراعاي، وأنظرُ إلى أسفل العمارة في الطابق الثالث، ثمّ أبدأ بدرجحتهما بطريقة أعرف أنّ والداي والناس لن يجدوها مسلّية بالقدر الذي أشعرُ به. لم تستطع أرجوان القيام بذات الشي. ظلّت على مدى أيام تطلب منّي حينَ نلتقي في الروضة تعليمها هذهِ الطريقة متّخذين من احدى المقاعد ألة للتدريب. بعدَ أيام، صارَ بمقدور أرجوان القيام باللعبة، وبتنا نقومُ بها بشكل شبه يومي. تماديتُ أكثر في اللعبة وبتّ أستعرض قدرة ذراعاي على تحمّ

جمعة النهود المباركة

صورة
حين يؤذن للخطبة الاولى من صلاة الجمعة، يكون الشباب نائمون بعد سكرة الخميس، والرجال الاكبر سنا جالسون في الجوامع في انتظار خطبة الصلاة، وبذلك، يكون التجول في "شارع القحاب" - كما يِسميه اهل المنطقة - سهلا. عند كل عمارة ارى فتاةً تفتح شباك احدى غرف بيتها وتنظر لي بتحد، ثم تبرز على وجهها ابتسامة قبيل رفعها لقميصها ودعوتها الصريحة لتآمل النهدين البارزين. بالطبع هن لا يستعرضن لتجارة اجسادهن، بل ينغمرن في نشوة مراقبة احدهم لهن. لهذا السبب، صار يوم الجمعة بالنسبة لي مقدسا، واحسب وقت تجوالي في شارع القحاب بين الاذان الاول للصلاة، وحتى سماعي لصوت امام جامع ميزران وهو يسلم خاتما. بين الاذان والسلام، اكون متنقلا بين ازقة الشارع مشدوها للفتيات الواقفات عند شبابيك الشقق وهن يبحثن عن آي شخص غريب عن المنطقة لممارسة لعبة كشف النهود. آقف عادة تحت احدى العمارات محتميا بالظل بعد ان آتآكد بآن كل الرجال الاكبر سنا انصرفوا، ومدركا بآن الشباب نائمين ومكفوخين. ارفع بصري الى الطابق الثاني او الثالث في العمارة المقابلة، حيث كل الشبابيك صغيرة ومغلقة، مدهونة ابوابها با

آن يكون اسمك "محمد"

صورة
محمد.. تخيّل هذا الاسم بكامل المتاعب الذي يحملهُ على كاهل صاحبه. أعني، أتخيّل نفسي، بكل عقدي تجاه الدين والنفاق الاجتماعي في بلد فيه ستة مليون نسمة، وبينهم مليون شخص اسمه محمد، والظريف في الأمر أنّ كلّ من أتحدث إليه يحمدُ الله أننا نملك العديد من المحمدين، ولكن من النادر أن تسمعُ أحد هؤلاء في الشارع مثلاً يتمّ مناداته بـ محمد.. ولا تسمع أيضًا اي حديث بينَ اثنين حول شخص ثالث ينادونه "محمد". دائمًا يسمّونه (أي محمد) بلقبه، وذلك لأنه عادة ما يكون هناك محمدين اثنين بين كل ثلاثة رجال في جلسة، ولهذا أيضًا، لم أعتد أبدًا على اسمي هذا حينَ كنتُ في ليبيا، بل مذ كنتُ صغيرًا كانوا ينادونني بلقبي، ولهذا لم أحسّ بهذهِ اللعنة حتى وصلتُ إلى بريطانيا وأكتشفتُ لأول مرةٍ أنّني بالفعل أدعى محمد، وأنّني لستُ معتادًا عليه، ولا يناسبني أيضًا، ولا يعبّر عنّي أبدًا. وفكرتُ كثيرًا في طريقة ما لإجتناب الوقوع في فخّه كلّما تعرفتُ على فتاة جميلة في مرقص أو حانة: يسيرُ كلّ شيء على ما يرام ليلتها بين الرقص والشرب وتبادل السجائر والحديث والنكات، حتى تأتي لحظة ذكري لإسمي، ووقتها، يخطر في بال الحسناء

حلم البارحة، "ص"، وحكاية الاثني عشر آسبوعا

صورة
الصورة للمخرجة "نسرين منصور" البارحة حلمت بآنني في طرابلس. طبعا لم تكن هذه آول مرة آحلم فيها بآنني هناك. على مر الثماني سنوات الآخيرة آرى نفسي مرارًا في الحلم آتجول في شارع آول ستمبر (٢٤ ديسمبر) وميدان الشهداء. آيام الحرب حلمت بآنني معكس جنب بصريات النعمان وناشني قناص طرابلس في ساقي. الا آن ما جعل حلم البارحة يرتسخ بكامل تفاصيله في عقلي، آنني بالفعل آحسست بآنني كنت هناك. لم ارى آحدا من الاصدقاء او اولاد الشارع الذين في عقلي دوما. لم آرى آشرف الجبنه ولا والدته الحاجه فتحيه. لم آري اسماعيل ولا آولاد البكشي ولا محمد التريكي ولا وليد المانيطة ولا فتحي التشاينا وآولاد الدريا ولا آعلولو امتاع الباتيناج. لم آرى الآصدقاء الشهداء، التكالي السمين وبعيشو الحكة ومنير عصيدة وابراهيم بوعزة. لم آرهم كلهم هذه المرة، بل رآيت آناسًا نسيتهم منذ زمن. فحينَ آدركت وآنا في الحلم آنني في "طرابلس"، اخيرا بعد ثماني سنوات. انني بالفعل قد عدت الى "الحومه"، رآيت "ص" تمر بجانبي فلحقت بها. "ص" بنت درست معها في ثانوية "سكينه بنت الح