المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٢

شارع الاحباب مظلّم

صورة
اعداد الكولاج: محمد مصراتي (مرشابيدي)  حيثُ فرقة بيتنكس، ملهى الودّان، وحسناوات يقطعن الطريق وكذلك الكتّاب والسينما ونتائج الانتخابات هناكَ أيضًا نبيذ مصراتة الأبيض

ماذا رأيتم من الله حتى تكرهوا شريعته؟

صورة
ماذا رأيتم من الله حتى تكرهوا شريعته! تأيتيكَ الجملة المستفزة وتستقرُ في عقلكَ مذ فتحتَ عينيكَ في الصباح، وكانت الكفخة المؤرقة تلعبُ في عقلك فتصيبك بالدوار. تعيدُ قولَ الجملة، ولكن هذهِ المرّة بصوتٍ مسموع، هكذا تنطقها ليرتدَ صداها أرجاء الغرفة، ثمّ ترمي بيدك على الطاولة المحادية لسريرك، وتسحب علبة التبغ وتشعلَ سيجارة. في تلكَ الأثناء، ستعرفُ حقّ المعرفة أنّ هذا السؤال الوجودي كانَ فخًا يضعكَ فيهِ رجال الله على الأرض، حرّاس الديكتاتورية المقدّسة، لاصطيادك بين غفواتك وبين أجنحة أحلام وردية كانت ولا تزال تذوبُ فيك، وقد تلوحُ في رأسكَ صور عديدة لنساء يسرنَ في الشارع بعباءات طويلة وقد دسسنَ وجوههن خلفَ ستائر سوداء، وذلكَ تحقيقًا للمقولة الأبدية أنّ الانسان بطبعه حيوان.. حيوان برّي، بأسنانٍ كبيرة، ولهُ قضيبٌ منتصب على الدوام! قد تأتيكَ أيضًا صور مفتي البلاد الذي لم يعرف وجهه الابتسام يومًا، عبوسٌ قنطريرة، صلب الملامح، لهُ دماغ مستقر بينَ سيقان امرأة.. هكذا، وأحيانًا تتخيّله، في الفراش، مع احداهن، وقد وضعَ رأسهُ بينَ ساقيها ليداعب بلسانه قطّتها، وفي توهجها جاءته الفكرة الأزلية

قطرة عرق بين شعيرات ابطك

صورة
بامكاني في هذه اللحظة أن أشعرَ بالعرق المتصبب من جبيني، وفي ذاتِ الوقت، ويا لا المفارقة العجيبة، أراني أستشعر العرق المتصبب من تحتِ ابطك. كنّا يومها قلقين، وكطفل، وضعتُ رأسي على كفتك وأستنشقتُ رائحة المسك المختلطة بعرق جسدك. وبينما قضيتِ أنتِ الوقت تلاعبين شعرات رأسي، كانَ بامكاني الاحساس بوخزات شعر باطك الحليق. هل كانت تلكَ اللحظة المؤرقة هي سبب خوفي من رائحة الصيف؟ قبل تلكَ اللحظة بدقائق قليلة، فقد كلينا عذريته.. خوفنا كانَ بسبب ايماننا العميق بصاعقة ستخترق هذا الجوّ الساخن لتصيبنا على ذاك السرير، نحمل في أوزارنا خطيئتنا الأولى، أو هكذا اعتقدنا وقتها.. لا أدري ما هي الأفكار التي كانت تحومُ في رأسي وقتها، ولكن لأنّ الصاعقة السماوية لم تضربنا لحظتها، أحسستُ بشيء من الانتشاء ورغبة عارمة في الضحك وأنا أتلو على مسامعك آيات كُفري. أريدُ لقلبك أن ينبض في عقلي كلّما تذكرتُ تلكَ اللحظات. أريدُ أيضًا أن أحتفظ بعادتي في نفض غبار سيجارتي داخل علبة بيبسي فارغة، كما كنّا نفعل كلّ ليلة بعدَ عودة كلينا من الدراسة والعمل. نجلسُ على السرير، ويحكي كلّ منّا للأخر عن اليوم والناس والأصدقاء،

انت لا تساوي حتى خراء الشهيد

صورة
أنت لا تساوي حتى خراء الشهيد.. كنتُ أجلسُ، رفقة ربيع، هيثم، وليلى. كنّا جالسين بمقهًا شعبي نتابع مباراة ما تحمّست القاهرة كلّها لمشاهدتها.. حرّ الصيف، ومشادة كلامية بينَ هيثم وصاحب المقهى بسبب غلاء أسعار كرسي الشيشة.. كنتُ وقتها شبه مخدّر، وهذهِ الجملة "أنتَ لا تساوي حتى خراء الشهيد"، كانت تجوبُ في رأسي.. أسمعُ صداها، يرتلُ عاليًا كمؤذن في لحظة خشوع. كانَ كلّ شيء يقارب الانهيار، وباستطاعتي آنذاكَ أن أنقذ الموقف.. راودتني فكرة الوقوف ولكم صاحب المقهى العجوز على وجهه، ثمّ الهرب، ولأنّ الشرطة ستبحث عنّي، ولأنّني في هذه المدينة دون تأشيرة اقامة، يمكنني اذن أن ألكمَ هذا العجوز، وأوقعه أرضًا، ثمّ أجري متخلّصًا من ثيابي حتى الحدود. كانَ كلّ ذلكَ سهلاً، ولا أدري، هل لأنني جبان، لم أستطع القيام بذلك، أم لأنّ هذا أمر جنوني يستحيل القيام به؟ أنت يا صاحبي لا تساوي حتى خراء الشهيد.. نعم، هكذا أسمعها تترنّحُ في أذني... وكأس البيرة أمامي، وناجي يجلس قبالتي يتحدّث هو وشخص يجلس بمحاذاتي.. هذا الأخير لا أتذكرُ اسمه، ولكنّهُ كانَ أصلعًا وشبيهًا بـ ميشيل فوكو.. تتذكرُ أنّكَ يومًا