ماذا رأيتم من الله حتى تكرهوا شريعته! تأيتيكَ الجملة المستفزة وتستقرُ في عقلكَ مذ فتحتَ عينيكَ في الصباح، وكانت الكفخة المؤرقة تلعبُ في عقلك فتصيبك بالدوار. تعيدُ قولَ الجملة، ولكن هذهِ المرّة بصوتٍ مسموع، هكذا تنطقها ليرتدَ صداها أرجاء الغرفة، ثمّ ترمي بيدك على الطاولة المحادية لسريرك، وتسحب علبة التبغ وتشعلَ سيجارة. في تلكَ الأثناء، ستعرفُ حقّ المعرفة أنّ هذا السؤال الوجودي كانَ فخًا يضعكَ فيهِ رجال الله على الأرض، حرّاس الديكتاتورية المقدّسة، لاصطيادك بين غفواتك وبين أجنحة أحلام وردية كانت ولا تزال تذوبُ فيك، وقد تلوحُ في رأسكَ صور عديدة لنساء يسرنَ في الشارع بعباءات طويلة وقد دسسنَ وجوههن خلفَ ستائر سوداء، وذلكَ تحقيقًا للمقولة الأبدية أنّ الانسان بطبعه حيوان.. حيوان برّي، بأسنانٍ كبيرة، ولهُ قضيبٌ منتصب على الدوام! قد تأتيكَ أيضًا صور مفتي البلاد الذي لم يعرف وجهه الابتسام يومًا، عبوسٌ قنطريرة، صلب الملامح، لهُ دماغ مستقر بينَ سيقان امرأة.. هكذا، وأحيانًا تتخيّله، في الفراش، مع احداهن، وقد وضعَ رأسهُ بينَ ساقيها ليداعب بلسانه قطّتها، وفي توهجها جاءته الفكرة الأزلية