المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٢

حكاية عن الحرب والضحك

صورة
مصدر الصورة: اضغط هنـــــا سيناريو فيلم سينمائي قصير 1 . انقضاء أنا الأن، أتحسّس زبّي، وأعرف، مجازًا، أنّ كلّ شيء بات ينهار دفعة واحدة، وأنّني، في لحظة ما، هنا، سأموت. حياتي خراء داكن اللون وواقعية كنهدي عجوز تخلعُ سنتيانها. اراها مضحكة كقطّ يلعب بفأر قبيل التهامه وفي أحيانٍ أخرى مملة كأخر نصف ساعة من دوام مدرسي أو عفنة كجوارب جندي تائه في الصحراء.  إنّها صيحة امرأة تُغتصب وانّي حشرة في روايات كافكا، أو ربما أفعى في مرحاض. والحقيقة المتجّلية، أنّ حياتي رتيبة، قبيحة، جميلة، عفوية، متناقضة، كـ ليبي يمشي وسط القطيع ويعتقدُ أنّهُ الاختلاف. أطرافي باتت تذبل. الطبيب الانكليزي الأشقر يبلغني بأسف عن قرار بتر ذراعيّ. وهو يخبرني ذلكَ بأسف، أراني أتحسّس زبي المنتصب، وأدركُ في لا وعييَ، أنّني لن أستطيع بعدَ اليوم الاستمناء في لحظات أحتاجُ فيها لإفراغ شهوتي. أن يفقدَ المرء ذراعيه، يعني أن يتحوّل إلى كومة من الأحشاء والعظام دونَ أيّ معنى.. حياتي، ستصيرُ مبتورة. سأصيرُ قطًّا جائعًا.. هكذا، دونَ ذراعين. الموتُ أفضلَ بكثير من هذا الحال.. أتذكرُ بالطبع العديد من المواقف التي ك

آلهـــة في قبـــو

صورة
قصة قصيرة في أبريل، كنّا ثلاثة وثلاثون مقاتلاً، وكانَ الله رفيقنا. وبعدَ عام،  وجدتُ نفسي ملقيًا في شوارع المدينة، وقد عمّ السكونُ المكان. حينَ عثر عليّ بعض الأطفال، زغردت النساء وهللوا لعودتي الرجال.. نشرت العديد من المواقع خبرًا مفادهُ أنّ أحد الثوّار المفقودون عادَ إلى أهلهِ سالمًا، وهذا ما أعطى العديد من أمهات المفقودين في الحرب أملاً بعودة أبنائهم. طوال الوقت، والكلّ يرحّب بعودتي، كنتُ أقابل مديحهم ودموعهم وكلامهم بابتسامة صغيرة على وجهي تعبّر عن سعادتي أيضًا بعودتي إليهم، ستسألني احدى أمّهات المفقودين أينَ كنتُ طيلة هذهِ الأشهر، "كنت في الجنّة يا حاجة.. وشفت ربي بعيوني" أجبتها. في مساء يوم عودتي إلى المدينة، تناولتُ وجبة الغذاء في بيت ابن عمي حميد، ثمّ بقينا الوقت كلّه نتحدّث ونضحك وندخّن بشراهة. خرجتُ من بيت حميد عند الغروب، واتجهتُ بالسيارة إلى السجن. هناك، صفعتُ بعض السجناء وصعقت أخرين بأسلاك كهربائة وتأكدتُ بأنّهم قد فقدوا الوعي تمامًا. أكلتُ مبكبكة رفقة حرّاس السجن، من رفاق الجبهة سابقًا ودخنتُ واياهم سجائر محلية وشربنا الشاي الأحمر ومن ثمّ قررتُ ال

قالت الشقراء للشيخ

صورة
قصة قصيرة هناكَ العديد من المعطيات التي جعلتني أصدّق حكاية المرأة ذاتَ الشعر الأشقر، والتي كانت تتناقلها ألسن سكّان وسط البلاد، كأسطورة. سأسمّيها هنا "الشقراء"، دونَ مناداتها باسمها الحقيقي، ليسَ حفاظًا على سمعتها، باعتباري أنتمي لمجتمع يدّعي أنهُ محافظ رغمَ كمّية النفاق والجهل وانعدام الأخلاق فيه، بل لأنّنا في الشارع كنّا نسمّيها الشقراء، وحسب، دونَ ذكر اسمها، حتى نسى معظم الناس اسمها الحقيقي ولقبها. هناكَ بالفعل، العديد من المعطيات التي جعلت الحكايات والأساطير التي نسجت حولَ الشقراء قابلة للتصديق، وذلكَ لأنّ هذا العالم بشع بقدر كبير يجعلنا نصدّق أيًا من هذهِ الحكايات الفنتازية والتي تنبعث منها رائحة البؤس. انّها حياة سوداء بشكلٍ حقير جدًا. عالم مرعب ومخيف بحقّ. لا أمان فيه ولا احساس بالطمأنينة. كل شيء فيه هشّ وقابل للانهيار، لتظهر لنا الصورة القاتمة والبشعة لما حولنا. لو تجرّد العالم من ألوانه، ولو تجرّد الناس من ملابسهم ثمّ جلودهم، لأكتشفنا كم نحنُ بشعين، ولعرفنا أنّنا فقط نرتدي أشياء ونغطّي أشياء أخرى لننسى كم أنّ الانسان حقير بفطرته. هناكَ خوف يتربّص بنا ل