المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١١

تصوّف

صورة

مقطع من رواية بيرة في نادي البلياردو

صورة
مقطع من رواية " بيرة في نادي البلياردو " لـ وجيه غالي ت: محمد مصراتي فتحتُ عيناي في الصباح على صوتُ الأذان: صوت جميل مصاحب لحفيف سعف النخيل بالخارج والضجة التي يحدثها خرف الله وهو ينقل الطاولات إلى المخزن بالطابق السفلي. حتى الظلال عند النافذة المغلقة باتت وكأنّها تلاعب صوتَ النداء. أذانٌ جميل قادم من مئذنة عالية يخبرنا "أنّ لا اله الاّ الله" ثمّ يخبرنا من يكونُ رسوله. هل من المهم أن نعرف من هو رسوله؟ "لا إله إلاّ الله" ستكونُ افضل، فكرت، أو "لا اله لا اله"، ولكن بذاتِ الصوت العذب. ثمّ من هو هذا الذي سيصعد السلالم العالية ليؤذن فينا لو أنّ ثورة – ثورة حقيقية – قامت هنا؟ لا أحد. فكرة محزنة، نعم، تنهدت، أذان عذب لم يكن ليوصف إلاّ بالعويل في تلك البلدان ذات الثقافة التي كنتُ ألعقها كما الجرو. -------- بيرة في نادي البلياردو للكاتب المصري "وجيه غالي" صدرت باللغة الانكليزية عام 1963.

العودة إلى الأطلنطك: إنها الهانغ اوفر بعد تدوينة البارحة

صورة
إنّ القطار ينطلقُ الأن عائدًا إلى لندن. الساعة الخامسة والنصف ولا أحملُ في حقيبتي سوى سروال وبضعة كتب ودفتر ملاحظات وجهاز اللاب توب. كونسرتو دي ارانجوز تطرقُ مسامعي. قبيلَ سنوات، كانت الفقرة التلفازية التي أحبّ مشاهدتها عندَ افطار رمضان هيَ تلكَ الفقرة التي تعرضُ فيها صور طبيعية مصاحبة لهذهِ الموسيقى، وقتها لم أكن أعرف ما هي هذهِ الموسيقى وما اسمها ولم أكن أعرفُ الانترنت بعد، لهذا على مدى ثلاثينَ يومًا في السنة كنتُ أجلسُ منصتًا لها أثناء عرضها. لا أدري لماذا كنتُ أستمعُ لها، لا أدري ما السحر الذي جذبني لها. كانَ هناكَ خيطٌ سرابي يسحبني لسماعها والتدقيق في الالات المستخدمة لعزفها. أقفلُ عيناي وأعومُ في الصمت. يمدّني الصوتُ بانتشاء داخلي ورغبة ما في الغرق داخل التفاصيل. نحنُ هنا نعودُ إلى التفاصيل الدقيقة التي تُرهقني دائمًا. التفاصيل التي لا أشبعُ من استطرادها. تفاصيل الشوارع، المباني، اللوحات الفنّية، الصورُ الفوتغرافية، الموسيقى، طريقة ثنيِ امرأة لساقيها أو عضّها لشفتها السفلية. الكلسون وبقعة الدم عليه، لا تزالُ الصورة واضحة: أراها تمشي بحذر في الغرفة. تتقدم نحوي. أنا مستلقٍ على ا

هالالـــويا: رسم تفصيلي لصلاة المدينة

صورة
مؤخرًا، باتت الحياة تسيرُ على منهجٍ ممل جدًا، وبدأت الحياة تضيقُ بي، ولا تزالُ الغصّة تذبحني كلّما استيقظتُ في الصباح وتأملتُ حكايا الأشهر الماضية، وفي الليل، أي قبلَ النوم، بدأتُ أشعرُ بأنّني أحتاجُ لسماع قصّة للأطفال كَي أتمكنَ من النوم. يبدو أنّ الحياة باتت تأخذُ منعطفًا أخرًا. كلّ شيء باتَ يتغيّر تدريجيًا: الساعات أحيانًا لا تثيرُ اهتمامي بقدر ما أحسبُ وقتيَ الحقيقي بالنظرِ إلى كمّية السجائر التي دخنتها. الصحف، الأخبار، الأغاني، الذكريات، الأريكة التي ضاقت بجسدي، الألوان الهافتة حولي والأخرى الداكنة في داخلي، أكوابُ القهوة التي في مجلى الغسيل، كمّية التدوينات والمقالات التي لم أنهها ولم أراجعها للنشر، بعض الخواطر التي دوّنتها على الورق وليست لي رغبة في طباعتها، فقداني مؤخرًا لحاسة القراءة ومحاولتي جاهدًا للعودة لها، العودة خلال أيام قليلة لـ روتين العمل وخوفي الشديد منه. رحلة القطار من لندن إلى مانشستر والعكس أيضا. غضبي الشديد من الذين يقولون لي بكل ما أوتو من فنون المَنيَكة "الّي ماحضرش الثورة الليبية فاته عمره كله".. (واليهم أقول: برّوا نَيكُوا). الشعور بفقدان كلّ ال