مقطع من رواية " بيرة في نادي البلياردو " لـ وجيه غالي ت: محمد مصراتي فتحتُ عيناي في الصباح على صوتُ الأذان: صوت جميل مصاحب لحفيف سعف النخيل بالخارج والضجة التي يحدثها خرف الله وهو ينقل الطاولات إلى المخزن بالطابق السفلي. حتى الظلال عند النافذة المغلقة باتت وكأنّها تلاعب صوتَ النداء. أذانٌ جميل قادم من مئذنة عالية يخبرنا "أنّ لا اله الاّ الله" ثمّ يخبرنا من يكونُ رسوله. هل من المهم أن نعرف من هو رسوله؟ "لا إله إلاّ الله" ستكونُ افضل، فكرت، أو "لا اله لا اله"، ولكن بذاتِ الصوت العذب. ثمّ من هو هذا الذي سيصعد السلالم العالية ليؤذن فينا لو أنّ ثورة – ثورة حقيقية – قامت هنا؟ لا أحد. فكرة محزنة، نعم، تنهدت، أذان عذب لم يكن ليوصف إلاّ بالعويل في تلك البلدان ذات الثقافة التي كنتُ ألعقها كما الجرو. -------- بيرة في نادي البلياردو للكاتب المصري "وجيه غالي" صدرت باللغة الانكليزية عام 1963.