أخاف عليكَ من البعبوص يا عبادي


ما معنى أن يتشكّل حزب تحتَ اسم "حزب الثوّار"؟ هل هي محاولة لكسب كلّ الثوّار لصفه وضمّ أعلى نسب الأصوات في الانتخابات المستقبلية؟ اليسوا باقي الأحزاب السياسية التي تتشكّل الأن هي في الأصل تتبع أناس شاركوا في الثورة ولكن لكل منهم توجهاته السياسية والأيديولوجية؟ ثمّ يأتي رئيسه (أي رئيس حزب الثوّار هذا) الذي لا يجيد التحدّث وقول جملتين على بعض ليهدّد بالسلاح ويهدّد بكل برود أعصاب الاعلاميين وكل من ينتقد الثوّار والثورة! هذا الذي اسمهُ عبدالله ناكر بلسانه الأعوج ولغته التي لا تخلو من العنف، يستخدمُ ما أسماهُ الشرعية الثورية في مواجهة كل منتقديه، إنّها ذاتِ اللهجة التي استخدمها القذافي على مدى أربعين عامًا في حكمه، فهذهِ المسمّاة "الشرعية الثورية"، خاصةً المسلّحة هي السبب الرئيسي في افشال الثورات بل القضاء عليها. ثمّ هذا الشخص يأتي ليتحدّث نيابةً عن الثوّار! أي ثوّار هؤلاء الذين يتحدّث باسمه؟ ميليشيته المسلّحة (احتفاظهم بالسلاح تحتَ أجندة شخص فاسد كهذا تجعلهم ميليشيا مسلّحة وليسوا ثوارًا)؟ هل هذا الرجل الذي لا يفقه الحديث ولا السياسة هو الرجل الذي يمثّل كلّ الثوار الليبيين من اقصى الغرب إلى أقصى الشرق؟ بالطبع لا، إذن بأي حق يخرج هذا المسلّح ليرمي تهديداته بهذا الشكل العلني مهينًا بذلك كرامة كل الاعلاميين والصحفيين وأي ليبي اعلامي ينتقد تصرّفات الثوّار بل ويضعها في قالب التسلّق واهانة الثورة؟

لقد تابعتُ على قناة "روسيا اليوم" الحوار الذي أجريَ مع عبدالله ناكر الذي لم يكف طيلة الحوار على ارسال لغة تهديدية ليست سوى بداية لمخطط سياسي للسيطرة العسكري. فمعظم أجندته السياسية بما فيها تشكيل حزب خاص بالثوار واحتفاظه بالسلاح وعدم رحمة أي من هي ليست سوى كلمات لا يقولها إلاّ ديكتاتور فاسد مصالحه وأجندته هي الموضع الأول في مخططاته. إنّ هذه اللعبة المكشوفة التي يمارسها وابتعادهِ عن الحكومة الرسمية وتهديده لها في كلمات وجمل مبطّنة داخل الحوار ليست سوى اعلان عن نيتهِ في دخول حرب يعتقد أنّهُ من وراءها سيحكم هذا البلد. يعني ما كان ينقصنا الأن كليبيين هو عبدالله ناكر وكأنهُ من صنعها ليأتي مهددًا حاملاً شعار "أنا الصح وانتم المتسلقون وأنتم الخونة"... وفي أخر الحوار يقولها بالحرف الواحد للمنتقدين لهُ من الاعلاميين والصحفيين "أحذركم أحذركم أحذركم أحذركم" ثمّ يتبعها بـ "لأنّ الثوّار لا يرحمون أحدًا"... وكما قالَ في حواره أن بعض البرامج التلفزيونية تذكرهُ ببرنامج قنوات القذافي "صباح الخير أول جماهيرية"، فأنا اقولُ لهُ انّ لهجته وكلامه لا يشبه قنوات القذافي، بل يشبهُ القذافي نفسه... يعني في الأخر الأن ما ياسر كنّا مهددين بشرعية ثورة القذافي، ليأتي لنا في أخر هذه الثورة لإسقاط القذافي شخص يهددنا بشرعية ميليشيته المسلّحة التي يقولُ عنها "حزب الثوّار"!!

المشكلة أنّ الجهل مصيبة يا عبدالله... وأني انقولهالك، ورقتك محروقة، ولا سلاحك ولا طريقة كلامك هذهِ قادرة على سلب الثورة التي نؤمن بها.. ما سادنا كنّا بشرعية القذافي الثورية توّا يجي عقاب واحد باسم الشرعية الثورية ليتحكّم بمسار الثورة! أني نصيحتي لك أن تنزع السلاح عنك والبزّة العسكرية... ماخوفي إلاّ عليك يا عبادي، ما خوفي إلاّ انشوفوا البعبوص الّي كلاه القذافي يولّي عليك حتى انتَ يا عبادي.. والله من وراء القصد!

--------------------------------

الصورة: اضغط هنا

تعليقات

‏قال عابد
ما يمكن قوله : ان ارهاصات فشل الثورة الليبية بدأت تظهر في الافق .. بل يمكن القول ان الارهاصة الاشد نخرا في جسد الثورة .. تضمنها حديث رئيس مجلس ثوار طرابلس في حوار مع صحيفة روسيا اليوم .. )..
وللتعليق على ما اورده المتحدث يكفي التذكير بالعبارة حيث يقول ..( الأحقية لنا والشرعية لنا أولا وأخيرا ) .. ما هذا الكلام يا أخي .. وماذا يعني تشكيل حزب ( الثوار ) إذا كانت كل ليبيا ، وكل فسيفساء الطيف السياسي تنتمي للثوار .. هل تريد منا ان نتحول إلى دولة الحزب الواحد .. أم يلزم إضافة عبارة ( الثوار والثورية ) لكل حزب على حده .. من أين لك احتكار الثورة لشخصك .. ومصادرة حق الآخرين من الثوار الذين لا يعتقدون في سلامة معتقدك .. كيف تريد منا إن ننظم تحت لواءك وأنت لا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي .. ولا تقبل بمجرد إعلان التحرير من بنغازي .. وما الفرق ؟ أليست بنغازي إحدى عواصم الدولة الليبية وفقا لدستور عام 1951 م .. أليست مهد الانتفاض والثورة .. ما الفرق بينك وبين ألطاغية الذي كان يردد ذات النغمة .. إما أنا ورأيي .. أو أقتلكم .. كيف لك أن تهدد زملاءك الثوار باسم الثورة والثوار .. من قال لك ان ثوار ليبيا اختاروا ان تكون متحدث باسمهم .. من يمكنه ان يتحدث مع هذا الرجل ليلقنه الخطاب السياسي .. ألا ترى انك أجحفت في حق الثورة عندما تصرح على الملا – ولقناة تعمل ليل نهار لإجهاض الثورة ( روسيا اليوم ) – بوجود خلاف جوهري بين الثوار .. وانك ومن تتحدث باسمهم لا تقبل وستعود لحمل السلاح .. وما مناسبة المقارنة بحزب الله ، هل سألك محدثك عن شكوك لمحاكاته ، هل حزب الله الذي قهر اسرائيل وضعه مشين لدرجة تجعلك تنفي أي تخوف بالتحول الى مثيل له.. وماذا عن اتهام الأخرين ( بمرتزقة الكلمة ) وما على شاكلتها .. هل حملوا السلاح عندما قارعوا بالكلمة .. هل هذا هو الوجه الخفي للثورة .. بالطبع لا ، لاننا ثوار ايضا .. لكنه دون شك الوجه الخفي للذين سطوا على الثورة .. وفي طرابلس بالذات وقد كشروا عن أنيابهم .
يا صديقي السياسة علم الممكن .. وعلم له مفردات دقيقة .. ودقيقة جدا .. رهنت لها جامعات العالم المتقدم ألاف المجلدات والدراسات .. ولدينا اساتذة ليبيين منهم – على سبيل المثال – من انفرد بترجمة كتاب ( صدام الحضارات ) ومنهم من الف الدواوين ، هل بلغك عنهم شيء .. او حاولت من موقعك استشارة هذه المؤسسات الجامعية التي قصد سلفك الطاغية تهميشها وكوادرها .. أنت كما اعربت مهندس مدني ، وفي حقل السياسة لا لك في العير ولا في النفير .. وليبيا تعج بالاف الكفاءات في هذا المجال .. ولن يكفي ان تزكي نفسك بالقول انا ذكي وادرك مفاصل اللعبة .. بل واسمح لي ان اقول لك : حقا انت تذكرنا بالطاغية .. قفزت كما قفز على راس الهرم .. لتعلن في أول ظهور لك .. الإرهاصة الأولى لفشل الثورة بعد كل هذا الجهد المضني الذي بدله أبناءنا .. وبعد قوافل كل أولئك الشهداء … كيف لك هذا كله .. وكيف لك ان تجرؤ على التصريح بكل هذا التهديد والوعيد ( سنفتك السلاح من جديد ) ( احذركم .. الثوار انتقامهم شديد ) ( لن نسكت عن الخطأ ) وانت المرجع في تقييم الخطأ من الصواب !! وكلام عن (مجلس يستمد شرعية من الثوار لا من المجلس الانتقالي) وكأن المجلس الانتقالي حزب الطاغية ، وجل دول العالم اعترفت بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا لكل الليبيين بعد جهد جهيد ، وكل الليبيين الاحرار سواك اجمعوا عليه .. … تريث يا أخي … والثائر الحقيقي لا يطمح الى منصب ولا رئاسة .. نريدك عندما نختارك لا عندما تفرض نفسك علينا .. عذرا .. اخي في الثورة .. لقد ألمنى قولك . ولم ارى فيه سوى تأبين للثورة الليبية .
http://lib9.wordpress.com/2011/10/30/%d8%aa%d8%a3%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d8%a8%d9%8a%d8%a9/
‏قال غير معرف…
اكثر من رااائع الف شكر

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التاريخ السري: مقتطف من مقال طويل

موت محمد

معمّر مات