المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٠

جرائم وكتاب وشعب يخاف من ظلة

صورة
عن جرائم الشرف (ما بدل الضائع) مجددا إذن، اليوم هو اليوم العالمي لمناهضة جرائم الشرف. العديد من الأنشطة، حماسُ المدونين، التعلقيات والإيميلات المتبادلة، الأفلام المناهضة لهذهِ الجرائم، الزهرات الصغيرات اللواتي قتلنَ بسبب كمّية الجهل المتراكم في العقل العربي، في مثل هذا اليوم قُتلت "زهرة العزّو"، وربما إلى هذهِ اللحظة، وأنا أدوّن هذهِ الخطوط، هناكَ فتاة مسكينة تنتظرُ رصاصة الرحمة من أباها أو أخاها بدافع شرف هو في الأصل غير موجود. وهمهم بأنّ شرفهم بينَ سيقان بناتهم وأخواتهم، وقد نسوا أنّهم أضاعوا شرفهم تحتَ رحمة الطغاة الجالسين على الكراسي، وأنّ هذا الشرف قد أكلهُ التاريخ، تاريخهم المشوّه والذي حينَ اكتشفوا أنّه قد ضاعَ منهم، ألبسوهُ بينَ سيقان أنثى. احدى المعلّقات على تدوينتي السابقة حولَ جرائم الشرف كتبت لي قائلة أنّها سمعت أحدهم يقولُ يومًا: "كيفَ بإمكانكَ وضعَ شرفكَ داخل حفرة؟". هل بإمكاننا القضاء ولو على نسبة بسيطة من جرائم الشرف؟ هل سيتحقق الحلم يومًا ويصيرُ بإمكاننا التمتّع بحرية وعدالة اجتماعية؟ هل سنتوقف عن سماع قصص في أعمار الزهور يموتون بدوافع

هل شرفك بين سيقان أختك؟

صورة
فتاة ليبية تلقى حتفها في جريمة شرف بشعة، وزهرة عزو تقتل لأن ثمّة من اغتصبها أخيرًا قرأنا بصحيفة قورينا خبرًا حول جريمة شرف حدثت بطرابلس . فا في الخامس عشر من مايو 2010 أقدمَ شاب في مقتبل العمر بقتل شقيقته، وذلكَ بتعزيز من والدهُ وأخوهُ الأكبر. وقد جاءَ في الخبر أنّ الفتاة التي في التاسعة عشر من عمرها قد عادت للبيت عندَ الساعة الثالثة صباحًا بعدَ أن قضت الليل برفقة صديقها. وبعدَ أن قامت الشرطة بالقبض على العشيق، قالَ الثاني في المحضر أنّهُ لم يجمع بالمغدورة، إلاّ أنّ شقيق القتيلة قامَ بقتلها خنقًا بسلكٍ كهربائي، لتطلقَ المغدورة أخر شهقاتها في مجتمعٍ لم يمنحها الفرصة لترى العالمَ بصورةٍ أوضح! انني أتساءلُ دائمًا بيني وذاتي عن كيفَ يسمحُ شخص لنفسهِ أن يضعَ شرفه وعقلهُ وكرامتهِ بينَ سيقان شقيقته، أمه أو قريبته؟ كيفَ يصل مستوى عقل الشخص لأن يضعَ رجولته المغدورة في دم بكارة شقيقته؟ كيفَ لهُ أن يتحوّلَ لحيوانٍ قادر على قتل نصفهِ الأخر فقط لأنّها أحبّت وبدافع هذا الحبّ وجدت نفسها في رحلة جسدية مع عشيقها؟ كيفَ لهذا أن يحدث في القرن الواحد والعشرين؟ المشكلة لا تكمن هنا وحسب، بل في كمّ

صورة معلّقة على جدارية طرابلس

صورة
الرجل على المصطبة الحجرية كلّما بحثتُ عن صور تاريخية لطرابلس لأضعها في أرشيف الصور التي أجمّعها منذ فترة ما يقارب العامين لهذهِ المدينة، أجدني أتعثّر مصادفةً بالصورة أعلاه، وعلى حين غرّة، يغزوني ذاكَ السؤال الذي لطالما هربتُ من الإجابة عنه: "من هو ذاكَ الرجل الحزين الجالس على المصطبة الحجرية؟". في فترةٍ ما، كانت تلكَ الزاوية من المدينة هي الأكثر قربًا لقلبي. أجلسُ وأراقب القلعة وقتَ الغروب، عادةً أكونُ مع الأصدقاء.. عادةً ما نحتسي المكياطة ونتبادل السجائر، وعادةً أيضًا ما كنّا لا نهتم بالغروب، بقدر انتظارنا لحلول الظلام كَي يتسنّى لنا ممارسة هواية الدخول إلى المدينة عن طريق شارع الرشيد والخروج من باب البحر. الأن، أنظرُ للمكان، أحدّق بهِ في هذهِ الصورة الغريبة، أفكّر في ملتقطها، وان كانَ قد التقطها وهذا الرجل الغريب فيها محظ مصادفة أم أنّهُ كانَ يقصدُ ذلك. عليّ أن أخمّن ان كانَ ملتقط الصورة ليبيًا كانَ أم أجنبي؟ هل كانَ يشعرُ بمعاناة هذا الرجل؟ هل كانَ الرجل حقًا يعاني... تراهُ كانَ يحدّق في نملة تسيرُ الأرض تبحثُ عن بقايا طعام، وتراهُ هو يمارس هواية الكساد

القرد والخنزير

صورة
إلى الكاتب العراقي مؤيد عبد الستار، الذي لولا نصّه الدارويني، ما كتبتُ هذا القصّ عندما رأى سكّان القرية خنزيرًا زهريَ اللون ولهُ ذيل حلزوني يأكلُ بعض الفضلات أمام بيت الأستاذ علي، قامت القرية ولم تقعد. وأنطلقَ الشيخ الجليل داعيًا الناسَ لإجتماعٍ طارئ في مسجد القرية، وكانَ المسجد مزدحمًا حينَ صارَ الشيخ الجليل يصرخُ فيهم متولولاً من دخول خنزير في أراضيهم الطاهرة . وعلّل الناس سبب وجودَ خنزير زهريَ اللون في القرية، أنّ هذا يعودُ لمؤامرة قامَ بها الإستعمار الإيطالي لتكفير القرية، وقامَ بعضهم وقالَ أنّ وجودَ خنزير في القرية لهيَ علامة من علامات يوم القيامة، ولكنّ الشكوك زالت حينَ قالَ لهم الشيخ الجليل أنّ هذا الخنزير هو أخر من تبقّى من سلالة اليهود في القرية الكريمة، اذ أنّهُ لم يخرج إلى ايطاليا واسرائيل كما فعلَ أقرانهُ، فسخطهُ الله وحوّلهُ إلى خنزير كما يقولُ سبحانهُ في كتابه العزيز . الشيخ الجليل بلحيتهِ المفركسة على وجهه كانَ صاعدًا المنبر. عصاهُ الطويلة كانت في السماء مولولةً بالعذاب الذي سيلاقونه ان لم يمسك الأهالي بذاكَ الخنزير ومن ثمّ قتلهِ. وتساءلَ في خطبتهِ المشهور