حكاية ليبيـــة



الهواء قذر في هذا البلد.. بلاد الكذب والقلّوب وجيلاطي السعادة.. أنفاسُها مسمومة، فاجرة، كأنفاس قحبة هلكها الزمن ودخان السجائر وشمّ النفّة. مزّق ثيابكَ أيها الكائن الأسطوري الحزين المنكب على نفسهُ، المرتمي بينَ البحر والصحراء، الملتفّ حولَ عيون الخائفين والجبناء، المحاصر بسلاسل الذنب والحقد... مزّق ثيابكَ أيها الليبي اللعين المرمي في مزابل غوط الشعّال وأكواخ طريق الشط، بينَ الإيفيكوات المعطّلة ومروكيات شارع الرشيد وقبور سيدي منذر. عيش ليلة الخميس فاتحًا رحلتك، وقم لصلاة الفجر طاهرًا يومَ جمعة! وهلّل، هلّل يا صديقي هلّل لذلكَ الذي علّقت صورتهُ على حيطان المدينة محصورًا بمقولاتهِ القوم-أفريقية ونظاراته البرجوازية.. أنظر لنفسكَ في المرآة أيها الكائن الأسطوري، وكن ولو لمرةٍ واحدة في حياتكَ البائسة، صريحًا وواثقًا وأبصق في ذاكَ الوجه، وكن في نهاية الأمر صاحبَ روح رياضية، وقل مبتسمًا (مقولتكَ السخيفة): "أنا ليبي وأفتخر"، ثمّ أبصق مرةً أخرى في ذاكَ الوجه وأبتسم وقل: "لو ما كنتش ليبي راهو فاتني الجو كله"... قلها وأبتسم وابصق في وجه الكائن الأسطوري، ومن ثمّ استيقظ من نومكَ وأذهب لممارسة حياتكَ المملّة (عادتكَ السرّية) اللا منتهية!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التاريخ السري: مقتطف من مقال طويل

أحلام ومؤخرة الحمار

معمّر مات