الملحمـــــة
أحبــــك... بإضافة الملح، التفاحة، الأرجوحة، النار، اللحية، السرير ذو الوسادة الحريرية، العنبر، شجرة الزيتون الجاف، عودُ ثقاب، سيجارة نصف مشتعلة، طرق على حيطانها تقف فتيات / عجائز ليل، قناديل كانت مشتعلة في المدينة القديمة. سوق الحوت والصيادين المتقاعدين، المحاربين القدامى، الراشي والمرتشي، بائعات الوشق والبخور، تاجر المخدّرات المتفائل بحياةٍ أجمل ونقية، عجوزٌ يضعُ على كتفه راديو عتيق، عاشقان يجلسان في سيارة أجرة، سارق يبيع بضاعتهُ علنًا، رجال الشرطة يشترون الحشيش، سيارات شرطة الآداب يلتفون حولَ الأزقة ليمنعوا العشّاق من أداء فرائض عشقهم، جرائدَ الأمس صارت أرصفة اليوم. صور ديكتاتور تملأ الجانب الأيمن من الشارع، وكلماتهُ الالهية تملأ الجانب الأيسر. عجوزٌ أخر يبتسم بفجور سعادةً بأسنانهُ الصناعية الجديدة، شاعرٌ يمشي خطوتين ويلتفت قليلاً للخلف طمعًأ في رؤية فتاةٌ تلحقهُ ليوقعَ لها على ديوانهِ اليتيم، رسامٌ ملأ جيوبهُ برسوماتٍ ولوحاتٍ خوفًا من أن يكونَ موضع سخرية أمام رفاقهِ الصيّع.
زمامير سيارات، قراقير الأركيلة، غبار الطرقات، نشرات الأخبار، موسيقى المرسكاوي، الريغي الليبي، الراب الليبي، المالوف الليبي، دماء، حرب الـ تيوتا، سبعة ابريل، باب العزيزية، نساء محجّبات، نساء منقّبات، طالبات جامعات، لحيّ طويلة، سراويل مشمّرة، فقهاء، ثوريون بدم أخضر، اصلاحيين حلقي الرأس، وتراب بس!
ضجر، نوم، عربدة، رهبنة، مشيخة... أنا!
--
الصورة، نساء طرابلسيات / 1930
تعليقات
سعيده إني مريت من هنا وحبيت نعبر عن تقديري لها النوع من الكتابات اللي بالفعل ترسم صور بصريه قبل ما هيا توصف. حسيت نفسي في أزقة ميلانو في بداية المقال وبعد تالي خيالك وداك للواقع الليبي وكانت نهاية ذكية جدا... لفتتلي نظري الصوره كذلك.
قراءه ممتعه وحيكون ليا مرور آخر بإذن الله.
موفق