مريم حامل


فصل من رواية:

الرجل الطيّب عيسى والمسيح الوغد

تأليف: فيليب بولمان

ترجمة: محمد مصراتي


في ذاكَ الوقت، كانت مريم في السادسة عشر من عمرها، ولم يكن يوسف قد لمسها بعد. وذات ليلة، وحين كانت في غرفتها، سمعت همسا يصدر من خارج النافذة، يقولُ لها:

"مريم... هل تعلمين كم انت جميلة يا مريم؟ أنتِ الأجمل بين كل النساء. الربّ فضكِ أنتِ عن الأخريات، لتصبحين حلوة وأنيقة. ليكون لكِ عينان جميلتان وشفتان حلوتان".

ارتبكت مريم وقالت: "من أنت؟".

"أنا ملاك" قالَ الصوت "دعيني أدخل لأقول لكِ سرا أنتِ وحدكِ من يجب أن يعرفه".

فتحت مريم النافذة، وسمحت لهُ بالدخول. تكلّف صاحب الصوت بالدخول كأنّهُ شاب في ريعان صباه كَي لا يخيفها، فقالت لهُ:

"ما هو السرّ؟".

"أنّكِ ستحبلين بطفل؟". قالَ الملاك.

ارتبكت مريم، وقالت: "لكنّ زوجي ليسَ هنا"!

"آه... لهذا أرادَ الربّ أن يحدث هذا الأن. لقد أرسلني لكِ بشكلٍ خاص يا مريم. يا مريم أنتِ قد اختاركِ الربّ من بين كلّ النساء. عليكِ أن تشكري الربّ لذلك"!

وفي تلكَ الليلة... حملت مريم بطفل، تمامًا كما تنبأ الملاك!!

عندما عادَ يوسف من العمل الذي أجبرهُ للمكوث بالخارج، وأخبرتهُ مريم حولَ حملها، فُزعَ ووضعَ رأسهُ داخل عباءته، ورمى بنفسهِ على الأرض، بكى بمرارة، وصبّ على رأسهِ الرماد، وقال:

"يا ربّ. اغفر لي يا رب. أيّ رعاية هذهِ يا ربّ. لقد أخذتُ هذهِ العذراء من المعبد، فأنظر إليها الأن. كانَ من المفترض عليّ أن أحميها، إلاّ أنّني تركتها تمامًا كما تركَ آدم حواء.فجاءها الشيطان تمامًا بذاتِ الطريقة التي جاء بها إلى حوّاء".

نادى يوسف على مريم وقال: "مريم، يا فتاتي المسكينة.. ماذا فعلتِ بنفسكِ؟ أنتِ نقية وحنيّنة، فسهلَ استغلال براءتك.. من الرجل الذي قامَ بذلك يا مريم؟"

بكَت مريم بمرارة وقالت: "لم أقمُ بأي خطأ. أقسمُ لك. لم يلمسني انس في حياتي. كانَ هذا ملاكًا قد جائني، لأنّ الربّ أراد لي أن أحملَ بطفل".

أدركَ يوسف وقتها أنّهُ في رحم مشكلة. ان كانَ هذا حقًا أمرًا ربّانيًا، فمن واجب الربّ اذن أن يرعاها والطفل، ولكن في كل الأحوال سيكونُ الأمر سيئًا... لم يقل يوسف شيئًا بعدَ ذلك.

تعليقات

‏قال غير معرف…
اوكي ..أعترف بأنك تقوم بغوايتي ,مدونتك مدهشة
.
.
مستمتعة حتى الرمق
مودتي

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التاريخ السري: مقتطف من مقال طويل

أحلام ومؤخرة الحمار

معمّر مات