المجتمع والابداع


مجتمعنا الاسلامي والمحافظ، يقتلُ الابداع ويهمشُ حرية الرأي

لم نملكِ الحرّية. فحريتنا الابداعية مكبّلة بسلاسل اجتماعية ودينية وسياسية تحصرنا داخل قفصٍ معيّن علينا أن لا نتجاوزه. وبهذا صارَ الكاتب سلعةٍ تشترى، سواءً أكانت هذهِ السلعة تابعة لنظام سياسي أو امبراطورية دينية أو مجتمع ثقافته محصورة في القنوات الوهابية / السلفية هدفها ابعاد الفرد العادي عن أي منظومة أخلاقية وحضارية. هذهِ المعطيات قلّصت مساحة حرّية المبدع، وجعلتهُ يغنّي أغاني مهمّشة وسطحية، وبعيدةً كلّ البعد عن محيطه الاجتماعي. وبذلكَ، من واجب المثقف الحقيقي اليوم أن يستيقظ من سباتهِ ويحاول ولو بكلمة واحدة أن يغيّر هذهِ المنظومة اللا أخلاقية، والتي صارت تتسرّب (داخل كل المجتمعات العربية بشكل عام وليبيا بشكلٍ خاص) كالسرطان الذي ينهشُ جسدَ الوطن.

قالَ الفيلسوف الأمريكي جون ستيوارت ميل: "لو كانَ البشر كلّهم يتشاركون الرأي نفسهُ، وهناكَ شخصٌ واحد فقط يملك رأيًا مخالفًا، فإن محاولة طمس رأي هذا الشخص لن يختلف عن محاولة هذا الشخص الوحيد من طمس رأي البشر كلّهم لو توفرت لهُ صلاحية ذلك".

الكثير من الكتب واللوحات والفنون تمّ طمسها في أوروبا لأسباب سياسية ودينية واجتماعية، وذلكَ عبرَ عقودٍ طويلة. كان اولئكَ المبدعون يصارعون هذهِ القوى الاستبدادية، ولكن – وللأسف – يظل الإستبداد أكبر القوى. من بينِ تلكَ الكتب " "يوليسس" لـ جيمس جويس، و"عشيق الليدي تشاترلي" لـ د. هـ. لورانس، و "اعترافات" لـ جان جاك روسو، و"مدام بوفاري" لـ فلوبير. وإن كانت الكتب الإبداعية في أوروبا في الوقت الحالي تتعرّض لنقد يميني متطرّف، إلاّ أنّ الرقابة لم يعد لها دور، وبهذا فقد تعرّض في العام 2002 كتاب "روزي بونبون" للفرنسي "نيكولا جونز" والذي تحدّثَ فيهِ عن مغامرات جنسية مع الأطفال لنقد ومجادلة كبيرة بينَ منظمات الدفاع عن حقوق الطفل والمؤيدين لحريات التعبير، وإلى اليوم لا يزالُ الكتاب يباعُ في المكتبات، ولكن ذائقة القارئ هيَ التي تتحكّمُ في محبّتهِ للكتاب وتقبّلهِ، لا الرقابة!

ومن ناحية أخرى، فإنّ الذي يجعلني أفقعُ من الضحك، هو عندَ رؤيتي للشباب والأصوليين يتحدّثون عن الغرب المتقدّم والمتحضّر والتكنولوجي وأنّ المسلمين والعرب هم الأولى بذلك لولا الحكّام الديكتاتوريين، وقد نسوا اولئكَ أنّ هذهِ الحضارة والتكنولوجيا لم يصنعها الدين ولا الكبت الاجتماعي، بل حرّية الفكر والتحرّر الثقافي والليبرالية هي التي ساعدت وبشكلٍ كبير على تكوين وعي ثقافي وحضاري في المجتمعات الغربية.

انّ الشباب المتأثر بأفكار دينية سطحية متعلّقةً بتشمير السراويل وزرع اللحي والتدخّل في شؤون الأخرين وحرمة شرب الخمر والجنس وأنّ أفضل ما كُتب على وجه الأرض هو القرآن الكريم والموسيقى الحرام، لن ينتجوا لنا فكرًا ابداعيًا نهضاويًا، ولن نتقدّم شعرةً واحدة إلى الأمام.

سيقولُ البعضُ لي الأن: كيفَ استطاعَ العرب والمسلمون في الفترة الأموية والعباسية من أن يصنعوا لأنفسهم نهضة وحضارة. وسيكونُ جوابي دونَ شك أنّ السبب الأولَ في ذلك هي حرية التعبير الكبيرة التي مُنحت للفرد في تلكَ العصور، فقد كانت تلكَ الحرية أكبرُ بكثير ممّا هو الحال عليهِ اليوم. فالمعتزلة الذينَ ظهروا في نهايات الخلافة الأموية وبداية الخلافة العباسية كانوا ينتقدون القرآن انتقادًا أكبر وأخطر من انتقاد سلمان رشدي لهُ في روايتهِ "آيات شيطانية"، وأبي نواس، شاعر الخمر والغلمان، كانَت كتاباتهِ في العصر العباسي أكثرَ تحررًا و "حداثية" ممّا يكتبهُ أكبر شاعر "متحرّر" في زمننا الحالي. لأن الابداع لم يكن محاصرًا أبدًا في تلكَ الفترةِ التي شهدت قمّة حضارة الدولة الاسلامية، فقد كانَ الشعر والفن والموسيقى هم أساس تلكَ النهضة الحضارية، ولو كانَ الوهابيون / الأصوليون / السلفيون، أعداء الفكر والفن هم أبناء ذاكَ العصر، لبقى الاسلام أقلّية محصورة في مكّة، وربما ما وُجدَ الاسلام بالمرة في يومنا هذا. ففي تلكَ الفترات التي ظهرت فيها الحضارة الاسلامية، ظهرت الموشحات والأندلسيات والفنّ المعماري والرسم وتطوّر الكتابة الشعرية، وهذهِ الحرّية في عصر ديني كانت نقطة تحوّل وتطوّر. بينما اليوم لا نرى سوى رجال بلحيَ طويلة وفقهاء ظلام يقولون أنّ الموسيقى حرام وسيخ سيدخل الأذنين لمستمعي الموسيقى، ويقولون أيضًا ما فائدة الكتابة والقصص والقرآن أفضل ما كُتبَ على الوجود. والتعمّق في الفلسفة والوجود والطبيعة هو عدو عقل. فحينَ يقولُ مدمري الابداع بأنّ ما جاء في القرآن والأحاديث النبوية كافٍ ليعرفَ الانسان كلّ ما يودّ معرفته في الوجود فإنّهُ بامكاني أن أقول بأن هذهِ حالاتٌ شاذة وسياسات مجانية، وصناعة عقم، وتدمير هوية ثقافية وطمس للإبداع، وتقييد لحقوق الفرد.

في ليبيا، اختفت الحرية، وصارت في نظر المواطنين (علكة أميركية، صناعة صهيونية). المثقف الليبي صارَ (كما سلف وقلنا) بعيدًا كلّ البعد عن محيطه. هو سلعة اشتراها الاسلاميون ان لم يشتريه النظام الحاكم. أمّا الذينَ لم يقعوا ضحيةَ هذا ولا ذاك (وهم كثر بالمناسبة)، فقد قرروا المشي عندَ الظل وفضّلوا الصمت، جارينَ ورائهم خيبات الوطن الذي كانوا بهِ يوعدون.

وحينَ كتبَ في الفترة السابقة كاتبًا ليبيٌ كبير نصًا متحرّرًا من تلكَ القيود الاجتماعية والدينية، وجدتُ أنّ الكلّ يهاجمه ويتهمونه بالإباحية. ما هي الإباحية التي يتحدّثون عنها؟ هل هيَ ذاتها التي يشاهدونها على محطة XXL ومواقع البورنو ليستمنوا عليها؟ لماذا هذا الإدّعاء بأنّ مجتمعنا الليبي محافظ واسلامي في حينِ أنّ عشرات الأباء يغتصبون بناتهم؟ لماذا الإدّعاء بأنّ مجتمعنا الليبي محافظ واسلامي في حينِ أنّني كنتُ أرى النساء يمشينَ في شارع الرشيد وأيديهن على أردافهن لأنّ كلّ من سيمرّ سيتحرّش بهن؟ لماذا ندّعي أنّنا مجتمع محافظ واسلامي في حينِ أنّ الأزقّة الصغيرة والسيارات والإيفيكوات مليئةً برجال يغتصبون الأطفال؟ هذا كلّهُ لا نتحدّث عنه، والاعلام يغيبه والمجتمع يحاولُ الصمت وعدم اظهاره لأنّنا (مجتمع محافظ واسلامي)، ومن يتحدّث عن هذهِ النقاط هو ليسَ سوى عميل لأوروبا وأمريكا واسرائيل ويحاول تشويه وجوهنا. وأنا في الحقيقة هنا أنشرُ غسيلنا القذر!

حسنًا أيها المجتمع (المحافظ والاسلامي)، سأسألكم الأن: من أينَ لكم الأحقّية والشرعية في أن تتدخلوا في شؤون الخلق، وتتهكّموا على المرأة الغير محجبة وتتهموها بالفجور؟ من أينَ لكم الحق في أن تتجبّروا على من يخالفكم فكرًا ودينًا، وفي ذاتِ الوقتِ أنتم ساكتين وخانعين لأدوات حكم استبدادية (لاعبة فيكم يمين وشمال)؟ من أين لكم الحق في أن تتقوّوا على من لهُ حرّية رأي وفكر دونَ أن يمس شعرةً واحدة في جسدكم في الوقت الذي تهتفون فيهِ لمن يقتلكم ويعذبكم ويجعلَ منكم فئران تجارب؟

أجيبوني يا أصوات (المجتمع المحافظ والاسلامي)!

إنّ المسافة بين الدين والعلم والابداع شاهقةٌ جدًا، والإسلاميون دمّروا العلم والابداع، ولن يصلحوا ليبيا ولن يصنعوا لعبةً صغيرةٍ لطفل. الدين مكانهُ مساجد، ووظيفتهُ أخلاقية ومعاملة، لا أن يتدخلَ المرء في شؤون جارهِ أو باقي الناس، وكذلكَ الابداع. الإبداعُ والفن ان تحرّرا من السلاسل التي كبلته، سيصنع من ليبيا مجتمعًا حقيقيًا.

أينَ المثقف؟ أينَ دور المثقف؟

دعونا فقط نكتبُ ونبدع، لنعيشَ كلّنا بسلام!


------

الصورة: فتاة من تمبكتو أهدت إلى حاكم طرابلس في العام 1854. المصدر اضغط هنا

تعليقات

‏قال غير معرف…
الكاتب الليبي الشاب محمد مصراتي نشكرك أخي على كتاباتك الممتازة والتي تدل على عمق وكبر فهمك لمجريات الامور وما يحدث على الساحة الثقافية والفكرية العربية والاسلامية عامة وعلى الساحة الليبية خاصة
منور
‏قال غير معرف…
مشكور ابدعت يا مصراتي هذا الكلام الصح

خوك عبود
‏قال غير معرف…
Great Job Thanks br

waleid - libya
‏قال غير معرف…
Outstanding ya Mesrati!

Very much enjoyed your article and thank you for it. I have for long believed it is the social stigma associated with or enforced by lack of understanding of our religion that has put the breaks on, not only cultural development but on almost all developments. During the ages, our societies stood still, incapable of assuming modernity, and with time individual freedom (the I) was confiscated in the name of the whole (the we), and what happened? we lost both the "I" and the "we".

creativity is closely associated with freedom, all freedoms! and with creativity comes development and with the latter comes modernity.

Sadly, all those were sacrificed at the alter of the "We", which ultimately led us to where we are now.

Judging from your picture at LN&V, I am only delighted to see young people are facing these Taboos imposed by ages of ignorance.

There may be hope after-all!.

I truly hope you continue your creative writtings.... God knows we need it.

All the best

Libee - Spain
مقالة مهمة و عميقة إلى حد كبير جداً.. تُشكر عليها فعلاً.

نحن بحاجة إلى مراجعة تاريخية و ثقافية و فكرية موضوعية عميقة جداً للبحث عن أسس الهوان و التخلّف و التحجّر الذي نعيشه, و لا شك أننا سنجد أن إحدى دعامات هذا الوضع المزري في الاقتصاد العربي.. أين هي الثروات و بيد من, و ماذا يفعلون كي تبقى بين أيديهم..

أعتقد أننا لو أجبنا بشكل موضوعي عن هذا الجانب فسنستطيع أن نجيب على جزء كبير جداً من معضلاتنا الفكرية.

تحياتي
‏قال غير معرف…
يامحمد يامصراتى, اكتب ماشئت عن من اقتديت بهم وقادك فكرهم فهل الاسلام كبل يديك. وعجبى لقولك "دعونا فقط نكتبُ ونبدع، لنعيشَ كلّنا بسلام! " وهل انت مربوط او مسجون وهل كل من كتب ابدع وهل بكتاباتك سنعيش بسلام ام هو جر للكلمات والسلام وحشو المقالات بنسج بين الدفاتر والافلام. ثم لما كل هدا التحامل على الاسلام وهل هناك يانبيه اى دوله فى العالم تحكم بشرع الله. لما تفرون من الحقيقه وانتم تعلمون من قتل المبدعيين والمثقفين لما كان الابداع قضيه وليس فى زمنك زمن الثقافه الجنسيه. فاكتب وعبر فى هدا الزمن الدى خرجتم فيه علينا كلكم كتاب وشعراء ومدونيين اسماء اطلقتموها على انفسكم مارائ الزمن مثلها بطلان ان تتبعون الا ماتهوى عقولكم التى اغتربت واغتربت. كانى بك تريد منا ان نترك ديننا لدنياك ونركن تعاليمنا لمجونك حتى لايتهم احد بالفجور فالكل فى عالم المصراتى وزملائه المدونيين فجره متحضيرين وهم احرار ومايفعلون. ثم, متى تفرقون بين الاسلام ومن اعتنقه طوعا او كرها, بعلم او وراثه.وهل يصعب هدا, ام انك تتبع مدهب اولئك الملاحده "خالف تعرف". انت تعلم ان الكاتب قضيه ورساله فلما لم نراكم انت وزملائك تثحدثون عن قضايا شعبكم ومعاناته وهل حكمت ليبيا بالاسلام فكبل يديك. يامصراتى ابتعد عن هدا فان الاسلام اكبر منى ومنك فلن تجد فى هدا الطريق الا الخسران
‏قال غير معرف…
فعلا بما كبلك الاسلام او كبل غيرك ؟ فلما هذا الهجوم الذي لايجد مايبرره ؟ الم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم شعراء ومهاجمتك له كمن يحاول في لا ممكن !! وبالمناسبة القرآن لم يكتب في الارض امابالنسبة للابداع فهل تسمي ماتكتب من قذارة ابداع؟ وخير دليل على ذلك احلام و الحمار!! وايضا لما هذا التناقض فانت عايش بالزنا واذا سبيت شخص تقول ياابن الزانية عجب يامتحرر..يامبدع...عجب!!
‏قال alfasla
أزال المؤلف هذا التعليق.
‏قال غير معرف…
سلامات.

من التعليق السابع أعلاه:
(فعلا بما كبلك الاسلام او كبل غيرك ؟ فلما هذا الهجوم الذي لايجد مايبرره ؟ الم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم شعراء...)

الإجابة: نعم، نعم كان في عهد الرسول شعراء وفنانون منهم على سبيل المثال:

أبو عفك، وعصماء بنت مروان، وعبد الله الأدرمي، ومقيس الكناني، وأبو عزة الجمحي، وكعب بن الأشرف، وكعب بن زهير بن أبي سلمى، وسلام بن أبي الحقيق، وقينة (يعني زمزامة) للسيد عبد العزى بن خطل...


حكاية قتل عصماء بنت مروان: (جاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها في بيتها ، وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها ; فجسها بيده فوجد الصبي ترضعه فنحاه عنها ، ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها ، ثم خرج حتى صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة)

ياسلام ياسلام!

حكاية قتل أبو عفك: رجل أعمى عمره حوالي ١٢٠ سنة، كان نائما عندما إغتاله سالم بن عمير. (كانت ليلة صائفة فنام أبو عفك بالفناء في الصيف في بني عمرو بن عوف فأقبل سالم بن عمير ، فوضع السيف على كبده حتى خش في الفراش...)

لاحظ أن منهج السلف الصالح هو نفسه منهج أحفادهم المعاصرين والمعروفين باسم (زوار الليل).


وكان هناك من (أهدر النبي دمهم لكنه لم يقتلهم لأنهم هربوا في الصحراء، ومنهم: هبيرة المخزومي، وأسيد بن أناس، وكعب بن أبي سلمى، والحارث بن المغيرة وغيرهم. )

للمزيد من المعلومات يمكن الإطلاع على مقالة (موقف الإسلام من الشعر والشعراء) على موقع إيلاف

http://www.elaph.com/ElaphWriter/2005/2/38477.htm

وهكذا كبل الإسلاميون الأوائل الشعر والشعراء، تماما مثلما تكبل السلطات الدكتاتورية المعاصرة معارضيها وتسلبهم حرية الكلمة. الشعر العربي أصابته انتكاسة شديدة في صدر الإسلام، وهو ماترك المجال مفتوحا لأمثال السيد حسان بن ثابت، الذي كان من المشاركين في ما يسمى حديث الإفك، ثم أصبح شاعر البلاط النبوي، مثل محمد حسن أو العزومي، أو غيرهم من أبواق الخلف الكالح.

ضمير مستتر
http://mindamir.blogspot.com
‏قال غير معرف…
الى ضمير مستتر ..مما لا شك فيه ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن قاتلا! وطبعا لن ادكر ما يثبت ذلك لاني لا اظن لا انت و لا غيرك لايعرف ذلك... اما بالنسبةللشعراء في عهده منه حسان ابن ثابت وهو لم يكن يقول الشعر فقط بل يتغنى به ودليل على ذلك كان في قافلة مع الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يدندن فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة رفقا بالقوارير ويقصد النساء من شدة جمال صوته فلا اظن هناك رقي اكثر من ذلك ولا احد وصف النساء با اجمل من هذا الوصف!!


فمن الأحاديث الصحيحة والحسنة،ما في الصحيحين وغيرهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما،وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت نعم،


فدعوا عنكم الاسلام لان فعلا هذا الهجوم لايجد مايبرره!! فانتم بذلك تخسرون قرائكم بلا مبرر
فدعونا نحترم ماتكتبون ونتذوقه
‏قال غير معرف…
حديثنا يدور عن موقف الإسلام من الشعر والشعراء، حيث أوردنا مجموعة من نماذج مبكرة تبين موقف الإسلام من حرية الرأي والتعبير المتمثل في الشعر. هذه النماذج وغيرها موجودة في كتب التاريخ الإسلامي وكتب الحديث التي نقلت منها قصة السيدة عائشة. بإمكانك أن تختار وتنتقي ما يعجبك وترفض ما لا يعجبك من نفس المصادر، أما أنا فلا أستطيع أن أبرر ذلك. وعلي أي حال، لا أعتقد أن علاقات الرسول وحقوقه الزوجية يمكن تعميمها على باقي البشر، بل هي من حيث الحقوق حالة استثنائية.

ثانيا، ماذا تعني لك كلمة (قاتل)؟ هل تعني من يقتل بيده أو بأمره؟ من أمر بقتل عصماء بنت مروان، وابن خطل وزمزاماته، وغيرهم؟ ومن أمر بقتل عبد الله بن أبي السرح ثم عفا عنه في صفقة سياسية، وأعلن فيما بعد أنه كان راجيا أن ينقض عليه أحد (الثوريين) ويقتله؟ أغلب الظن أن الصفقة دارت علنا في النهار، أي خارج وقت دوام (زوار الظلام) المتسللين. في كتب الحديث التي تنتقي منها فقط ما يلائم، والتي تأتي أخبارها عادة بصيغة سيناريو مسرحي ركيك، تكثر عبارات مثل (من لي بها)، ثم بعد وقوع الجريمة، (لا تنتظح فيها عنزان). الرسول حرض من موقع قيادي مطلق، يعني أمر بقتل هؤلاء مقدما وبرره وقبله وباركه بعد التنفيذ، وهذه سنة تبعه فيها الكثيرون إلي هذا اليوم. وبالمناسبة، تلبيس المسؤولية للآخرين على تنازلاته السياسية، لأنهم لم يدركوا أن ما يدور في عقله كان مخالفا لما أظهر، هذه أيضا سنة قائمة ومتكررة العرض في مؤتمر الشعب صاحب الشريعة الذى لا يحكمه معشوق محمد حسن.

ضمير مستتر
ديوان رفــ الحصانة ـع
‏قال غير معرف…
الى ضمير مستتر كل ماقلت مجرد اكاذيب فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر بقتل أحد مع أنك خرجت عن الموضوع بالنسبة لحياته كزوج أنا كرجل مسلم لا أرى بان حقوقنا الزوجية تختلف عنه.
‏قال غير معرف…
كل ما قلت مجرد أكاذيب؟ المشكلة أن ما قلته موجود في نفس كتب الحديث والتاريخ الإسلامي ومدون منذ القدم من نفس المصادر التي اعتمدت عليها وانتقيت منها ما يناسبك. وكل ما لا يناسب فهو أكاذيب، صحيح؟ موقفك هذا يدل بكل وضوح على عدم قدرتك على دعم وتعزيز وجهة نظرك بالأدلة المستقلة، وكل ما لديك هو إيمان انتقائي، تلقيني لا يمكنه أن يصمد أو حتى أن يؤثر في دوائر النقاش والحوار. وهذا الهروب وراء راية (كل من يخالفنا كاذب) هو أيضا سنة متجذرة في الإسلام وفي جميع النظم الدكتاتورية التي تشترط على منتسبيها أن يؤمنوا بما لا تصدقه عقولهم.

ثانيا، أنا لم أخرج عن الموضوع إطلاقا. أنت أتيت بما تعتبره دليل، ودليلك يقوم على حادثة عابرة دارت بين الرسول وإحدى أزواجه. وكان رددي أن ما يدور بين الرسول وأزواجه لا يعتبر مقياسا لأن الرسول وأزواجه حالات استثنائية من وجهة نظر الحقوق والتشريعات. وقولك أنك كرجل مسلم تتمتع بنفس الحقوق الزوجية التي كانت للرسول، فهذا دليل آخر على أنك جاهل أو جاحد لأبسط التشريعات الإسلامية. هل يحل لك أيها الرجل المسلم ما أحل الرسول لنفسه بخصوص تعدد الزوجات؟ وهل حرم الرسول أزواجك على الغير مثلما حرم زواج نسائه بعده؟

أي إسلام هذا الذي تتحدث عنه والذي تكون فيه حقوق المسلم العادي مطابقة لحقوق الرسول في النكاح؟ ومن منا الذي يرمي الأكاذيب؟ مرة أخرى، مشكلتكم أنكم تعودتوا على حماية الدولة، وعندما تغيب عنكم المظلة تصبحوا مثل السمكة خارج الماء تحاول عبثا أن تطير في الهواء الطلق فلا يجني أحد من وراء ذلك إلإ إنتشارا مؤقتا لروائح العفن.

ضمير مستتر
ديوان رفـ الحصانة ـع

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التاريخ السري: مقتطف من مقال طويل

أحلام ومؤخرة الحمار

موت محمد