المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٠

بدعـة القـراءة

صورة
القراءة بدعة، القراءة باهظة الثمن، القراءة تفسدُ أجيالاً يبدو أنّ لعبة القراءة والكاتب الأفضل يسودها نوعٌ من الرهبة، الخوف واللامبالاة. ليسَ الخوفُ من الكتابة، بل خوفٌ من القراءة، باعتبار أنّ القراءة، الفنّ، والابداع، مادةٌ ثانوية ولا يجدرُ أن تكونَ هي الأساسُ في اطار مشروع مستقبلٍ لفردٍ ما. إنّنا نقتل القراءة، ونقتلُ الفنّ بتجاهلنا لهُ. وفي ظلّ هذا التغييب والتهميش، يجدُ المرءَ نفسهُ يضرب فأسهُ في الماء لا في الأرض. هناكَ بالطبع من يقرأ كتبًا. لكن الكتب التي يقرأها، هيَ موادٌ أساسية في علمهِ ودراستهِ أو مجال تخصّصهِ. وهناكَ من يكتفي بالقول أنّ "غير كتاب الله وسنّة رسوله" لا يوجد ما نقرأ. وهناكَ (وهذهِ نسبةٌ كبيرة من الناس) من يرى أنّ الكتابة أو القراءة هيَ شيء نقومُ بهِ في أوقات الفراغ القاتلة، أي بعدَ العمل، الدراسة، النوم، ملاقاة الأصدقاء، السهر، الماسنجر، الفيس بوك، (التلقيح والقرمة)، أحلام اليقظة، وغيرها من هذهِ الأمور! والحجّة دائمًا واحدة في ظلّ هذهِ المعمعة، وهي أنّ سعر الكتاب باهظ جدًا. وفي الحقيقة، ثمن رواية لـ نجيب محفوظ ، "ثرثرة فوقَ النيل"

كريسمس 94

صورة
فصل من رواية ثلاثية هافانا القذرة في صباح يوم الأحد، الخامس والعشرين من ديسمبر، صعدَ أنجيلو إلى سطح العمارة . كان رجلاً في الستين من عمره، وكانَ يسكن في الطابق الرابع ، وقد طلبَ منّي بأدب واحترام السماحَ له بالتسلّق إلى السطح للتأكد من سلامة خزّانات المياه بعدَ أن اكتشفَ أنّ هناكَ مياه تقطّر في بيته منذ أيام . لاحقًا، سأكتشفُ بأنني أجدتُ الخلطَ بين الإحترام والحزن ، فقد سمحتُ له بالصعود إلى السطح، وما هي إلاّ ثوانٍ معدودة، حتى رمى بنفسه على طول مائة وخمسون قدمٍ إلى الشارع . أول من تقدما باتجاه الجسد المتكوّم على الاسمنت كانا كلبان شاردان . أكلا جزءًا من الدماغ الساخن الغارق في دمه ، وقد كانَ دونَ شكٍ إفطارًا لذيذًا ! الكهلة والعجائز أخذوا الأمر بمحمل الجدّ، مظهرين اهتمامًا حقيقيًا بما حدث . كانت هذه حالة الوفاة الخامسة في المنطقة في فترة قصيرة . ليلي البقّالة قالت لي مرّة : " الناس المحترمين لا يسافرون أو يقومون بمشاريع مادية أو الذهاب إلى الحفلات أو حتى الانتحار في شهر ديسمبر . المؤمنون يعلمون أن ما تحصّله السنين، يمكن أن تكون ذو منفعةٍ أيضًا ".

السيدة من تلّ أبيب

صورة
اليسار الاسرائيلي، أزمة الهويات، وثلاث شخصيات لوجع واحد رواية "السيّدة من تلّ أبيب"، واحدةً من الروايات العربية التي ستكونُ ملخّصَ الوجع الفلسطيني والغربة والمنفى. إنّها رواية تتحدّث عن الحبّ والوطن والموت، متميّزةً بعرضها لإشكاليات لم يتطرّق لها الكثير من الأدباء والروائيين العرب، الذينَ عاشوا محنةَ كاتبها الفلسطيني الأصل، البريطاني الجنسية "ربعي المدهون". لقد بُنيت رواية "السيّدة من تلّ أبيب" على أسسٍ السيرة الذاتية، منها إلى غوص تجريدي في ماهية البحث عن الذكريات، وفيها، يتناولُ الكاتب الفلسطيني مشاهدًا في صميم الذاكرة، لتتحوّل إلى أساسِ اللعبة الروائية والحكائية. تبدأ الرواية بجملة: "غدًا صباحًا، يصل وليد دهمان إلى قطاعِ غزّة. لا تصدّق أمّهُ الخبر. تعتبرهُ إشاعة. خرافة، مثلَ عودةِ الفلسطينيين إلى ديارهم". ثمّ ينطلق السرد بمشهد رجل فلسطيني يدعى "عادل البشيتي" خرجَ من غزّة مع آلاف الطلاّب المهاجرينَ إلى مصر لغرض الدراسة، وقبيلَ خروجهُ، يعد حبيبتهُ، ابنةَ الجيران، بالزواجِ منها عندما يعودُ إلى القطاع. وفي أثناء دراسة الب