بدعـة القـراءة
القراءة بدعة، القراءة باهظة الثمن، القراءة تفسدُ أجيالاً يبدو أنّ لعبة القراءة والكاتب الأفضل يسودها نوعٌ من الرهبة، الخوف واللامبالاة. ليسَ الخوفُ من الكتابة، بل خوفٌ من القراءة، باعتبار أنّ القراءة، الفنّ، والابداع، مادةٌ ثانوية ولا يجدرُ أن تكونَ هي الأساسُ في اطار مشروع مستقبلٍ لفردٍ ما. إنّنا نقتل القراءة، ونقتلُ الفنّ بتجاهلنا لهُ. وفي ظلّ هذا التغييب والتهميش، يجدُ المرءَ نفسهُ يضرب فأسهُ في الماء لا في الأرض. هناكَ بالطبع من يقرأ كتبًا. لكن الكتب التي يقرأها، هيَ موادٌ أساسية في علمهِ ودراستهِ أو مجال تخصّصهِ. وهناكَ من يكتفي بالقول أنّ "غير كتاب الله وسنّة رسوله" لا يوجد ما نقرأ. وهناكَ (وهذهِ نسبةٌ كبيرة من الناس) من يرى أنّ الكتابة أو القراءة هيَ شيء نقومُ بهِ في أوقات الفراغ القاتلة، أي بعدَ العمل، الدراسة، النوم، ملاقاة الأصدقاء، السهر، الماسنجر، الفيس بوك، (التلقيح والقرمة)، أحلام اليقظة، وغيرها من هذهِ الأمور! والحجّة دائمًا واحدة في ظلّ هذهِ المعمعة، وهي أنّ سعر الكتاب باهظ جدًا. وفي الحقيقة، ثمن رواية لـ نجيب محفوظ ، "ثرثرة فوقَ النيل"