المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٠٧

لون أسود

مشهد1   زخات المطر تتحرك برقة على زجاج النافذة، لتسحر حواسي وأنا أراقب تحرك قطرة تتداخل مع قطرات أخرى وتكمل طريقها نحو أسفل الزجاج. كوب النسكافيه الساخن هو الأخر بالقرب من النافذة، بخاره المتصاعد يكون دائرة ضبابية على الزجاج، أضع اصبعي عليه وأكتب الأحرف الأولى من اسمينا وسط لهيب قلب، ومن ثم أتأمله وأضحك، أرفع الكوب وأرشف منه قليلاً وصوت الرعد يشعرني ببرد الغرفة لأرى السرير في الجهة المقابلة جنة تنتظر قدومي. أعدت عيناي للمطر خارج الغرفة بعد أن شعرت بخوف من الفراش الأبيض، تذكرت نصاً كتبته الكاتبة اللبنانية 'لنا عبد الرحمن' عن الفراش الأبيض. كان يذكرها بكفن، فخفت أن أنام تحت اللون الأبيض لأنهض بين يدا الموت. فلاش باك 1   حقاً لا أدري أي رغبة هذه التي تدفعني لعشقكِ، لعشق الأسود في حياتي، وفتيل البعد بيننا، أنا الهارب من قطعة الأرض التي سميت سهواً 'وطناً'، وأنتِ عاشقة التراب المتعطش للدماء، في هذا الذي بيننا أرى السواد الذي أعشقه، غرفتي المظلمة والتي تحجب أغصان شجرة مقابلة للنافذة ضوء القمر ليتخلله... الضوء الخافت المنعكس على نهر التايمز كل ليلة حين أخرج

قهوة ناقصة

على طاولة بلاستيكية في المقهى جلست طارقاً أصابعي على الطاولة بهدوء، مراقباً العم "حسن" من النافذة وهو يفرش بضاعته في السوق، والتجاعيد كالتي على جبينه راقده أيضاً على فتحات عينيه... بينما الحاجة "عويشة" ماسكة طرف ردائها بأسنانها وهي تفرش السجادة العتيقة بجانب الحائط ومن ثم وضعت عليها أكياس "الوشق" الصغيرة، وعلب "البخور" المستورد والعلكة الرخيصة، وفي الطرف الأخر من الشارع كان الشيخ "حامد" يتأكد من سلامة دراجته قبل أن يركبها ويسير إلى عمله في حراسة كلية طب الأسنان، ويمر بجانبه "أحمد" بائع السجائر المنفردة حاملاً على كتفه حقيبة منتفخة، وواضعاً على رأسه قطعة خشبٍ مسطحة متوازنة على يداه اللتان تمسكا طرفاها.   الشمس تضرب بأشعتها حائط عمارة مصفرة، عليها صورة إعلان قديم لصابون غسيل أقفلت شركته منذ عشر سنوات، بينما صوت "فوزي المزداوي" من مسجّل المقهى يضرب صداه في الشارع بأكمله... كنت لحظتها شارداً في عينا النادلة التونسية التي تضع فنجانَ القهوة "الناقصة" على الطاولة برفق وابتسامتها لا تفارق وجهها القمحي، ح