عصافير شرسة
1 رعشات ديسمبر باردة كبرودة وجه عمٌي مفتاح وهويقود السيارة بنا. كان من لحظة لأخرى يزفر بكلمتين جارحتين في وجهي ووجه أخي معتصم. يقول في إحدى زفراته وهويدوس على البنزين بقوة: - أتفوعلى الزمان. يا ولد الكلب إنت وهو. لوكان بيدٌي لرميتك في الشارع مثلك مثل أبوك. يسير بإقتضاب وسيجارته الرثٌة لا تفارق فمه إلاٌ لينثر بقايا اللٌفافة المحروقة في مقدمتها. من لحظة لأخرى يبعثر كلمات عابرة نميٌزها إن كانت بصوت عالٍ عن التمتمات المنخفضة. سرعان ما ينفعل إن لفظت أنا أوأخي معتصم بأي كلمة أوتعقيب عن ما يقول أوردٌ. فيمدٌ يده الطويلة ويضرب أينما كان أوأي جسد يلمسه وهويلعن ويشتم بصراخ، وينعتنا بناقصي التربية والأدب. نراقب نصف وجهه ونحن في الكرسي الخلفي، القمر يظهر النصف الأيمن، أمٌا الأيسر فقد أكلته عتمة الليل الكثيف. نشعر بالإختناق من رائحة السيجارة، وعندما حاولت فتح النافذة الخلفية. شتمني عمٌي مفتاح وآمرني بالجلوس وألاٌ أفتح النافذة. أخي الأكبر معتصم لازم الصمت، ليس خوفاً، بل سعة صبر. كنت أدرك أنه بمقدور معتصم أن يسحب السكين الذي يخبئه في خصره ويطعن عمٌي مفتاح وهو مط