في الضيق والمليان

 
اول يوم منذ شهر استيقظ فيه دون وجع في كتفيّ وصداع. العرق يصب، لكن بعد اسبوع من العرق المستدام صار هذا الامر عاديا. اليوم، قررت، سأعود للعمل، سأدفع ايجار السكن وانهي مسودة مقال طويل اشتغل عليه منذ ثلاث اسابيع، وسأرسلها لمحرري الموقع الذين وكلوا لي العمل عليه، وسأشرع في قراءة كتاب اشتريته موخرا يتضمن مقالات ومحاضرات عن الفن والمنفى، وسأذهب للتسوق وسأصلح شفاطة الحمام واتحقق من مصيدة الفئران في العلية، وربما، اقول ربما، لو استمرت عافيتي حتى المساء، وقمت بكل هذه المهام، سأكل سمكا واشرب كأسا وأشاهد فلما تدور احداثه على كوكب آخر. هكذا، اقول، فكرت في الامر حين فقت من النوم. والان، وقد حان موعد النوم، اساءل التبدل ومفهوم التحول، بعد كتابة نص قصير عن مجزرة الجوازي في القرن التاسع عشر دون اي نية مسبقة، وساعات طويلة قضيتها اونلاين اجمع ما تيسر من المواد المكتوبة عن الكانيات؛ الاخوة الكاني وظهورهم وجرائمهم المسجلة وشهادات من عاشوا في ترهونة فترة نهوضهم وصور لا تحصى لجثث تنتشل من تحت التراب، مررت بعركة على تويتر فيما يخص قضية تاناروت والتهديد باغلاقها، حيث كما تقتضي العادة الليبية التي تستحب الشماتة في كل ما هو ممكن، وحيث اي شخص غير متضامن معهم بدل ما ينيك يسكّر فمه، تحكه تينته وبالتالي لازم يتكلم. المهم، سأكمل هذا العبث بمشاهدة فلم الشظية.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التاريخ السري: مقتطف من مقال طويل

موت محمد

معمّر مات