جمعة النهود المباركة


حين يؤذن للخطبة الاولى من صلاة الجمعة، يكون الشباب نائمون بعد سكرة الخميس، والرجال الاكبر سنا جالسون في الجوامع في انتظار خطبة الصلاة، وبذلك، يكون التجول في "شارع القحاب" - كما يِسميه اهل المنطقة - سهلا.

عند كل عمارة ارى فتاةً تفتح شباك احدى غرف بيتها وتنظر لي بتحد، ثم تبرز على وجهها ابتسامة قبيل رفعها لقميصها ودعوتها الصريحة لتآمل النهدين البارزين. بالطبع هن لا يستعرضن لتجارة اجسادهن، بل ينغمرن في نشوة مراقبة احدهم لهن.

لهذا السبب، صار يوم الجمعة بالنسبة لي مقدسا، واحسب وقت تجوالي في شارع القحاب بين الاذان الاول للصلاة، وحتى سماعي لصوت امام جامع ميزران وهو يسلم خاتما. بين الاذان والسلام، اكون متنقلا بين ازقة الشارع مشدوها للفتيات الواقفات عند شبابيك الشقق وهن يبحثن عن آي شخص غريب عن المنطقة لممارسة لعبة كشف النهود.

آقف عادة تحت احدى العمارات محتميا بالظل بعد ان آتآكد بآن كل الرجال الاكبر سنا انصرفوا، ومدركا بآن الشباب نائمين ومكفوخين. ارفع بصري الى الطابق الثاني او الثالث في العمارة المقابلة، حيث كل الشبابيك صغيرة ومغلقة، مدهونة ابوابها باللون الاخضر انتظر بضع دقائق قبيل رؤيتي لكل الشبابيك تفتح واحدة تلو الاخرى وخلف كل شباك تقف فتاة في الخامسة عشر آو السادسة عشر، يراقبن الشارع للحظات ومن ثم ينظرن الى العمارة المقابلة ويتآكدن من آن لا احد يراهن، ثم ينظرن لي ويبتسمن ويرفعن قمصانهن او فساتينهن واغرق في هذا المشهد السوريالي. لم تكن اي منهن على علم بآن جارتها تقوم بالشيء ذاته في تلكَ اللحظة، وكنت اضع يدي على جبيني مدعيا بآني آحمي عيناي من الشمس، بينما كنت آحاول عدم لفت اي منهن بآنني آنظر الى شباك اخر. اتآمل المشهد مشدوها لدقائق قليلة - وانا آشعر بدقات قلبي مسرعة بسبب الخوف والهلع والنشوة - قبيل اختفاء الفتيات خلف الشبابيك، واغلاقها. آخفض رآسي وآستمر في التجول حول العمارات بالقرب من مسجد ميزران، وحين يسلم الامام خاتما الصلاة، اقف امام الجامع مرتديا حذائي "عفاسي" كمن خرج للتو من الجامع، لآسلم على الآصحاب والجيران، واعود للبيت غارقا في اللذة.

جمعة مباركة...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التاريخ السري: مقتطف من مقال طويل

أحلام ومؤخرة الحمار

موت محمد