جيمس جويس

الأعمى حاد المزاج، ومجتمعٌ يهوى قطع الأعناق
الخائف
منذُ أن قرأتُ "صورة الفنان في شبابهِ" ذاتَ صباح يومِ جمعة شتاء العام الماضي، سيطرَ الروائي الإيرلندي جيمس جويس على عقلي وبدأتُ أطاردهُ (بدأ يطاردني) في كلّ لحظة أكتبُ فيها أو أمسكُ فيها بكتاب ما لقرأته.
كانَ صباحًا عاديًا، مملاً، أفكّرُ فيه بالقيام بشيءٍ ما ممتعٌ في عطلة نهاية الأسبوع، كالمشي أو الخروج برفقة الأصدقاء أو الذهاب إلى السينما، وفي خضم تفكيري ومللي والكآبة التي بدأت تجتاحُ نفسي، مسكتُ بروايتهِ التي اشتريتها من محل للكتب المستعملة وبدأتُ قراءة أولى صفحات الرواية.
لقد شدتني "صورة الفنان في شبابهِ" منذُ أولى صفحاتها، ووجدتُ نفسي قد أضعتُ يومَ الجمعة ويوم السبت وصباحَ يوم الأحد في قراءتها، وحينَ انتهيتُ منها، وخرجتُ من عوالمها المتقلّبة، وجدتُ نفسي أمامَ أحد عمالقة الأدب الكلاسيكي المعاصر، ووجدتُ نفسي أقضي ما تبقى من يوم الأحد متقلّبًا بينَ صفحات الانترنت بحثًا عن تفاصيل حياة هذا الكاتب الذي أرهقَ نفسهُ والقرّاء بمغامراتهِ الروائية التجريبية.
كدتُ أصابُ بالجنون وأنا أقرأ روايات جيمس جويس ومجموعتهِ القصصية وسيرتهِ الذاتية، وشعرتُ بأنّ لوثة الجنون ضربت عقلي عندما شاهدتُ فيلم "نـــورا" المقتبس من حياة زوجتهِ التي تحمل ذاتَ الاسم، ويتطرق الفيلم أيضًا لعلاقة جيمس جويس بزوجتهِ. العلاقة المليئة بالغيرة القاتلة والتي تكادُ تصلُ حدّ الحقد والقتل.
حينَ قرأتُ مجموعة جيمس جويس الأولى "دبلينيون"، أو كما جاءت ترجمتها للعربية "أهالي دبلن"، شعرتُ بالحماس لقراءة باقي أعمال الكاتب، وهكذا وجدتُ نفسي منكبًا ذاتَ صباحِ يوم سبت في قراءة روايته "صورة الفنان في شبابه"، والتي كانت سيرة ذاتية للكاتب، ساحرةً بطقوسها ولغتها وجذّابة فتتبعتها منذُ أول سطرٍ وحتى أخر سطرٍ في جلسةٍ واحدة. وكنتُ كذلكَ قد سمعتُ بروايتهِ "يوليسز" أو كما يسمّيها العرب "عوليس"، وكنتُ أودّ قراءتها إلاّ أنّ رؤية حجمها والقراءة عنها جعلتاني أشعرُ بخوفٍ منها. هذا الخوف النابع من الوقوفِ أمامَ عملٍ أدبي قد يدمركَ بروعتهِ ويحرقَ كلّ ما كتبتهُ ككاتبٍ شاب، فترى أنّ أي نصٍ يُكتبُ بعدَ هذهِ الرواية ليسَ سوى مجرد هراء. وهذا بالضبطِ ما حدث معي أثناء قراءتي لـ يوليسز، فاللغة التي كُتبَ بها النص وعرض الكاتب لقصتهِ وتقسيمها وأجواءها تجعلان الشخصَ يغارُ ويحسدُ الكاتب على عبقريته. لقد استلهمَ جويس كلّ ما كتب من عشقهِ الفجّ بزوجتهِ وحبّه الأول والأخير نورا، والتي التقى بها ذاتَ ظهيرةٍ في دبلن ومنها صارَ متيّمًا بها. مهووسًا بقصصها، بعينيها، بصوتها وهيَ تغنّي وهو يعزفُ على الغيتار، وأصابعها وهي تعزفُ على البيانو. كانت كلّها مصدرَ الهامهِ لكتابة أعمالهِ الإبداعية والتي منها صارَ جيمس جويس أحدَ أهمّ الأدباء في العالم.
لندن العاهرة الجميلة عرّفتني على جيمس جويس كما عرفتني على روائيين أخرين تأثرتُ بهم، نذكرُ منهم "جورج أورويل"، "جورج بيريك"، "سلمان رشدي"، "وجيه غالي" وأخرون غيرهم من الأقربون، الذينَ أضافوا شيئًا في داخلي، جوهرةً أدبية، قطعة فنّية ابداعية، هؤلاء كانوا مفتاحًا لعوالم أخرى وروايات أخرى وابداعات جديدة، أشعرُ بنفسي ككاتب ناشئ وكقارئ مجتهد أنّني مدينٌ لهم بتلكَ الأوقات الطيّبة التي قضيتها برفقتهم وبرفقة كتاباتهم وهواجسهم. جيمس جويس أحد أهمّ هؤلاء الروائيين الذينَ بتّ أشعرُ بهم يتناولون الطعام برفقتي ونتشاركُ سويةً تدخين السجائر ويجلسون بجانبي يقرأون الصحف في قطارات الأنفاق، وربما ولهذا السبب، وجدتُ نفسي مضطرًا للكتابة عنه وعن التنقيب والبحث في حياته.
لقد عانى جيمس جويس من مضاعفات نفسية أدخلتهُ عوالم معقدة. كانَ خائفًا طيلة الوقت من كل ما يراه. كانَ يخاف من أصدقائه وأقاربه والشوارع التي يسير فيها. كانَ في بداية سنوات حياته مغنّيًا، ورغمَ أنّهُ لم يكن خائفًا من الجمهور الذي أمامه، لكنّهُ كانَ يشعر بأنّ هذا التصفيق الذي يلي نهاية أغنيته لهو فقط مجرد سخرية من هؤلاء الناس تجاهه، لم يكن يثق بأداءهِ، ولم يكن يثق في كتاباته الأولى ولا قصائده. كانَ يرى أنّهُ يكتب لجماعة من المغفلين، ولأنه كانَ وسط هؤلاء المغفلين، فلا بدّ أن يكونَ هو الأخر بدوره مغفل.
حتى أنّ جيمس جويس لم يكن واثقًا في أنّ صلواته ستصل يومًا إلى هذا الإله الذي يروّج لهُ القساوسة والرهبان، والذي يرى أمّهُ تصلّي لهُ كلّ ليلة، وهذا الشكّ الذي ناوبهُ طيلة عمره في الإله، جعلهُ يرفض الصلاة على سرير والدته وهي تحتضر رغمَ أنّها كانت تترجاهُ القيامَ بذلك. ذهبَ جيمس ليلتها إلى احدى بارات دبلن وسكرَ هناك، وفي الصباح، حينَ عادَ إلى البيت، كانَ الشارع متصدّعًا بوفاة والدته. ذاكَ المشهد الصباحي وهو فاقد الوعي، علقَ في ذهنه وظلّ شبح والدته وهي تترجاه الصلاة لها يلاحقه.
عدم ثقة جويس في ذاتهِ جعلهُ يفقد الكثير من الأعمال التي كتبها في صباه. كانَ يحرق أوراقه وقصائده فورَ انتهائهِ منها، وعلى الرغمَ أنّهُ كتبَ في العام 1891 قصيدة رثاء في شخص تشارلز ستيوارت بارنل، الأنجيليكي الإيرلندي الشهير، وقد أخذت هذهِ القصيدة لنشرها في دبلن ومن ثمّ تمّ ارسالها للحفظ في مكتبة الفاتيكان، إلاّ أنّنا لا نعرف السبب الحقيقي الذي جعلهُ فاقدًا الثقة في ما يكتبه.
ربما بالعودة إلى طفولة جيمس، يمكننا أن نجمعَ بعض التفاصيل التي كوّنت شخصيته، فقد وُلدَ في عائلة كثالوكية متديّنة كمعظم عائلات إيرلندا وقتذاك، باحدى أحياء دبلن في الثاني من فبراير عام 1882. أباهُ كانَ سكّيرًا، فاشلاً، وعاطلٌ عن العمل بعدَ أن فقد وظيفتهِ كـ جامع للضرائب، ويطاردهُ أصحاب البارات والدكاكين والبيوت ليدفعَ الديون التي عليهِ ولكنّهُ كانَ يهربُ من بيتٍ إلى بيتٍ حاملاً معهُ أولادهُ العشرة، بينما كانت والدتهُ امرأة متديّنة تصلّي الصباح والمساء وتنحني أمامَ الرهبان والقساوسة. لقد كانَ جويس الأخ الأكبر لعشرة أولاد وبنات، ولم تكن حياتهُ كالأخ الأكبر والمتحمّل لكامل المسئولية في البيت تساعدهُ على الدراسة والتأقلم مع البقاء في البيت برفقة أهلهِ.
حينَ وصلَ جيمس سنّ الدراسة، أرسلتهُ أمّهُ إلى مدرسة كثالوكية داخلية كَي يصيرَ راهبًا، إلاّ أنّ جيمس كانَ يكرهُ تلكَ الأجواء الدينية، ويراها مزعجة ومقرفة في أغلب الأحيان، ولكنّهُ ظلّ يحتملها خوفًا من عاقبة اظهارهِ لتمرّد على معلمينهُ ورهبان المدرسة. ورغمَ ذلكَ الحقد الذي حملهُ تجاهَ الكنيسة والمدرسة في صغره، إلاّ أنّهُ نالَ المرتبة الاولى في مدرستهِ، ونجحَ بتفوّق في المواد الدينية خاصةً. وهكذا حصلَ جيمس على منحة دراسية في جامعة دبلن، فتخصّص في دراسة اللغات الفرنسية والايطالية والاسبانية لقد كانَ مجدًّا في دراسته وعمله، يكتب الشعر وينافس زملائهُ في الدراسة، وقد كانَ معظم زملائه من الناس المحترمين ومن الطبقة الراقية لأنهُ كانَ في المدرسة ينافسهم ذكاءً واجتهادًا.
إلاّ أنّ حياة هذا الطفل سرعان ما انقلبت، وربما هنا تكونُ البداية في اصابتهِ بأولى أمراضه النفسية، وذلكَ عندما كانَ عائدًا يومًا من المدرسة، فهجمَ عليهِ كلب وراحَ يعضّه ويطرحهُ أرضًا، وقد جاء الناس والباعة المتجولون لانقاذهِ وفكّ سبيله من تحت أنياب الكلب الشرس.
لن ينسى جويس ذاكَ اليوم في حياتهِ، وسيظلّ يذكرُ ذاكَ الموقف في العديد من كتاباتهِ السردية والشعرية وحتى المقالات التي تتحدّث عن تغيير شخصية الفرد. وهذهِ الحادثة، ستجعلهُ لا يخافُ من الكلاب وحدها، بل كذلكَ من الأبقار والثيران وأي من الحيوانات الضخمة والغريبة.
ربما هذهِ الحادثة وحدها تكفي لتجعلَ هذا الإنسان المرهف الاحاسيس يخافُ من أي ردّة فعل، ومن أي أناسٍ لا يعرفهم، وربما هذا الخوف هو الذي جعلهُ يكتبُ قصّته "الأموات"، وهي قصّة نشرها بمجموعتهِ القصصية الوحيدة "الدبلينيون" والتي يتحدّثُ فيها عن الموت والخوف والرهبة حينَ تجتمعُ كلّها في داخل شخصٍ واحد.
الحياة الباريسية والوطن المفقود
أُرسلَ جويس للدراسة في باريس في العام 1903 حيثُ انفتحت أمامهُ الحياة الابداعية وانفجرت بكامل طاقتها الفنية أمامه، فوجدَ نفسهُ يتنقل بينَ المكتبات والمعارض والحفلات الموسيقية. كانَ جويس وقتها يحلم بأن تكونَ دبلن باريس أخرى: عاصمةً للفن والإبداع والثقافة والحرية، متحررةً من أكبالها العرقية والدينية. في باريس، فقد جويس حماسهُ لدراسة الطب، وظلّ يلاحق المعارض والمكتبات. لقد فقدَ القدرة على دراسة العلوم الطبّية وقررَ التفرغ للعلوم الفنية. البعض يقول أنّ جويس قد حصلَ على شهادة طبّية، والبعض الأخر يقول أنّه ضيّع سنة في باريس وبعدَ ذلكَ عادَ إلى دبلن دونَ شهادة، وظلّ صايعًا بينَ الحانات والغرف الصغيرة دونَ أن يجدَ عملاً، شعر جويس بالعار أمامَ الناس الذينَ كانوا يروا فيهِ المثل الأعلى في العلم والدراسة، والعائد توّا من رحلة دراسية دونَ أن يحملَ شهادةً علمية. وبالإضافة إلى الضيق الذي شعرَ بهِ كونهُ يعيشُ في بلدٍ أصغرَ مساحة (وقتذاك) من عقله، وجدَ نفسهُ في أخر الأمر يعاني من كونهُ لا يثق في شيء في هذا العالم، حتى كتاباته وأحلامه وكتبه.
يكتبُ جيمس جويس في روايتهِ يوليسز: الوطن أناس متشابهين يسكنونَ ذاتَ المكان.
لم يكن جيمس جويس يبحث عن وطن، بقدر ما كانَ يهرب من وطنهِ. تعبَ هذا الشاب الحالم بالموسيقى والأدب من رهبان الكنائس وتحفظات مجتمعه من كلّ ما يستهويه كشاب. كرهَ الحياة في بلدهِ لما رآهُ من كبت للحريات الشخصية وعدم قدرته على الاستقلالية بأرائه وأفكاره وتجاربه. لقد كانَ يحلمُ ذاكَ الشاب العشريني بحياةٍ أفضل في بلدٍ أفضل. بلدٍ يهتمُ بحرية الشخص كاهتمامهِ بالفن والثقافة، ولهذا هاجرَ إلى ايطاليا ليعيشَ فيها سنينَ طويلةٍ لاحقًا. ربما باريس كانت أحدَ أهم المنعطفات في حياتهِ حينَ سافرَ للدراسة هناك. رأى في باريس الجنون والصخب والفن والثقافة والرجال الصعاليك والنساء الحسناوات المتحررات، فأجتمعت كلّها لتنتجَ لهُ فكرةً واحدة أنّهُ لن يستطيعَ العيشَ هناكَ في دبلن، ولن يستطيعَ في ذاكَ البلد أن يبدع وأن يخرجَ نصوصًا أدبيةً لطالما كانت تتماوجُ في رأسهِ. وان كانَ هو القائل للمقولة التي ذكرتها في بداية هذا المقال، إلاّ انّهُ يقصدُ بذلكَ حربًا لا منتهية وتكذيبٌ لمعنى الوطن بنظرتنا الأيديولوجية له. لا يمكن أن يكونَ في المجتمع الواحد أناس متشابهون. لا يمكن أن يعيشَ الناس في مكان واحد وكلّهم بذاتِ الفكر وذاتِ العقلية، وكانَ جويس يدركُ ذلك، ويعرفُ أنّ في ايرلندا من يغنّي خارج السرب المتعارف عليه، فإن كانَ الوطن كما يراهُ جيمس (أناسٌ متشابهون يسكنون ذاتَ المكان) فهذا يعني أنّ لا وطنَ بتاتًا في هذا العالم.
لطالما أرهقتني هذهِ المقولة، لطالما قرأتها مرارًا وتكرارًا في روايتهِ "يوليسز"، وكنتُ في كلّ مرةٍ أحاولُ أن أحلّلها وأن أركبها على حالتي، متأقلمًا ببعدي عن ليبيا باعتبارها (وطنًا)، بما فيها من عثرات وتجاذبات. لقد أرهقتني فكرة جويس لسببٍ واحدٍ وهو الحرية التي كانَ يسعى لها في الماضي وها أنذا بتّ أيضًا أسعى لها. الاستقلالية والحرّية، إنّها المكسب الأصعب لأي انسانٍ يعيشُ في رحم أناسٍ يرونَ الاستقلالية والحرّية الشخصية والابداعية عيبًا يجب محاربته باسم الدين (أيٍ دينٍ كان)، وهكذا وجدَ جيمس جويس نفسهُ في صراعٍ مع الكنيسة، إلاّ أنّ صراعهُ كانَ دائمًا متناقضًا، ومتعجرفًا في الكثير من الأحيان، فقد كانَ يسألُ نفسه: "هل أتمرّدُ على الكنيسة أم على الله؟". كانَ هذا السؤال الجوهري والذي لم يعثر لهُ على اجابة في سنواتَ شبابهِ الأولى، والتي كانَ فيها متمردًا على تقاليد بلده. لقد بدأ جيمس وقتها في الاعلان عن كفرهِ بالكنيسة وعقول الإيرلنديين. لقد بدأ يجاهرُ بذلكَ في الحانات حيثُ يجتمعُ أهالي المدينة كلّ ليلة بعدَ يومٍ مرهقٍ في العمل. ولأنّهُ كانَ الولد الوحيدَ المتعلّم في عائلته، فقد عفاهُ ذلكَ من بطش والدهِ السكّير وضربهِ له كما كانَ يحدثُ وقتها مع باقي اخوته.
مظاهر الخوف وعدم الثقة في رواية يوليسز
في روايتهِ الضخمة "يوليسز"، يعاني ليوبولد بلوم (بطل الرواية) من عدم ثقتهِ بأحد، ويخصّ عدم ثقتهِ هذهِ زوجتهِ الجميلة. البطل لا يثق في الله ولا يثق في رجال الدين ولا يثق في زوجته ولا رفاقه... يعاني من احباطات واراهاصات داخلية، لقد استطاعَ جويس أن يحقق انتصارًا شخصيًا حينَ فرغَ من كتابة يوليسز والتي طالَ وقت كتابتها ما يرواح السبعة إلى الخمسة عشر عامًا. كانَ انتصارهُ الشخصي أن استطاعَ التوغلَ في جوّات أعماقهِ ليخرجَ بشخصية ليوبولد بلوم، اليهودي ذو الشخصية المهتزة. لقد استطاعَ جويس أن يدركَ أسبابهُ الشخصية في عدم الثقة بما حوله وتحويلها في سياق أدبي لتتغلغل في روايته وتصنعُ سرًا من أسرار قوّتها. كذلكَ في روايتهِ الأولى "صورة الفنان في شبابه"، والتي تعتبر سيرة ذاتية منها إلى رواية، حاولَ جويس فيها وضعَ سيرتهِ وهو طفل وشاب وبالتالي يحاولُ الكشف عن بعض خباياهُ المظلمة.
وحدها "نورا"، عشيقتهِ وزوجتهِ الأولى والأخيرة، من استطاعَ أن يثقَ بها، رغمَ أنّ هذهِ الثقة لم تكتمل إلاّ بعدَ سنينَ طويلة من حياتهما معًا.
تعليقات